1ـ عجائب عالم الرؤیا؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
الله سبحانه یتوفى الأنفس:2ـ النوم کما ورد فی الروایات الإسلامیة

ما هی حقیقة النوم؟ وما سبب میل الإنسان إلى النوم؟

بهذا الشأن کتب العلماء أبحاثاً کثیرة:

فالبعض منهم قال: إنّه یأتی نتیجة انتقال جزء کبیر من الدم الموجود فی المخ إلى بقیة أجزاء الجسم، ولذا فإنّ السبب هنا (فیزیاوی).

والبعض الآخر یعتقد أنّ النشاط الإضافی للجسم یؤدّی إلى تجمّع مواد سامّة معیّنة فی الجسم، وهذه الحالة تؤثّر على الأنظمة العصبیة وتدفع الإنسان إلى النوم، وتستمر هذه الحالة عند الإنسان حتى تتمّ تجزئة تلک السموم وامتصاصها من قبل الجسد، وبهذا یکون السبب هنا (کیمیاویاً).

مجموعة اُخرى تقول: إنّ سبب النوم إنّما یعود لأسباب عصبیة لأنّ هناک جهازاً عصبیاً نشطاً فی داخل مخ الإنسان، وهذا الجهاز هو مصدر الحرکة المستمرة لبقیة أعضاء الجسم، وهو یتوقف عن العمل إثر التعب الشدید الذی یصیبه فیحصل النوم.

النظریات المذکورة أعلاه عجزت عن إعطاء جواب مقنع فیما یخصّ مسألة النوم، رغم أنّنا لا یمکن أن ننکر تأثیر هذه الأسباب ولو بمقدار ضئیل، نحن نعتقد أنّ التفکیر المادی لعلماء الیوم هو السبب الرئیسی الذی یکمن وراء عجزهم عن إعطاء تفسیر واضح لمسألة النوم، إذ أنّهم یریدون تفسیر هذه المسألة من دون قبول أصالة واستقلالیة الروح، فالنوم قبل أن یکون ظاهرة جسدیة هو ظاهرة روحیة، ومن دون معرفة الروح بصورة صحیحة فإنّ تفسیر النوم حالة متعذرة.

القرآن المجید وضّح من خلال آیاته المذکورة أعلاه أدقّ التفاسیر لمسألة النوم، إذ یقول: إنّ النوم هو نوع من أنواع (قبض الروح) وانفصال الروح من الجسد، ولکن هذا الانفصال لیس انفصالا کاملا.

وبهذا الشکل فعندما یخفت شعاع الروح فی الجسد بأمر من الله، ولا یبقى غیر شعاع خافت اللون یشع فی ذلک الجسد، یتعطل جهاز الإدراک والشعور عن العمل، ویتوقف الحسّ والحرکة عند الإنسان، عدا بعض الأجزاء التی تبقى تواصل نشاطها لحفظ واستمرار الحیاة عند الإنسان، کضربات القلب ودوران الدم ونشاطات الجهاز التنفسی والغذائی.

وقد ورد فی حدیث عن الإمام الباقر (علیه السلام): «ما من أحد ینام إلاّ عرجت نفسه إلى السماء، وبقیت روحه فی بدنه، وصار بینهما سبب کشعاع الشمس، فإن أذن الله فی قبض الأرواح أجابت الروح النفس، وإن أذن الله فی ردّ الروح أجابت النفس الروح، فهو قوله سبحانه: (الله یتوفّى الأنفس حین موتها )» (1) .

وثمّة مسألة مهمّة اُخرى هی مسألة (الرؤیا) لأنّ الکثیرین یرون فی عالم الرؤیا أحلاماً حدثت وقائعها أو ستحدث فیما بعد، مع اختلافات جزئیة أو بدون أیّ اختلاف.

التفاسیر المادیة عاجزة عن توضیح مثل هذه الرؤیا والأحلام، فی حین أنّ التفاسیر الروحیة تستطیع بسهولة توضیح هذا الأمر، لأنّه عندما تنفصل روح الإنسان عن جسده وترتبط بعالم الأرواح، تدرک حقائق کثیرة لها علاقة بالماضی والمستقبل، وهذه الحالة هی التی تشکّل أساس الرؤیا الصادقة، وللتوضیح أکثر یراجع التفسیر الأمثل، فی نهایة الآیة 4 من سورة یوسف، إذ إنّ هناک شرحاً مفصّلا بهذا الخصوص.


1. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث، وتفسیر الصافی، وبحارالانوار، ج 58، ص 27. کلمة (روح) فی هذه الروایة تعنی (الروح الحیوانیة) وعمل أجهزة الجسم الرئیسیة، وکلمة (نفس) تعنی روح الإنسان.
الله سبحانه یتوفى الأنفس:2ـ النوم کما ورد فی الروایات الإسلامیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma