تولّ عنهم!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الصافات / الآیة 178 ـ 182 التفکّر فی نهایة کلّ عمل:

کما قلنا، فإنّ الآیات الأخیرة النازلة فی هذه السورة جاءت لمواساة الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله)والمؤمنین الحقیقیین، ولتهدید الکافرین اللجوجین.

الآیتان الأوّلیتان فی بحثنا هذا، تشبهان الآیات التی وردت فی البحث السابق، وتکرارها هنا إنّما جاء للتأکید، إذ تقول بلغة شدیدة مرفقة بالتهدید: تولّ عنهم واترکهم فی شأنهم لمدّة معیّنة (وتولّ عنهم حتى حین ).

وانظر إلى لجاجة اُولئک الکافرین وکذبهم وممارساتهم العدائیة ونکرانهم لوجود الله، الذین سینالون جزاء أعمالهم عن قریب (وأبصر فسوف یبصرون ).

التکرار ـ کما قلنا ـ جاء للتأکید، وذلک لیدرک اُولئک الکافرون أنّ جزاءهم وهزیمتهم وخیبتهم أمر قطعی لابدّ منه وسیکون ذلک عن قریب، وسیبتلون بالنتائج المریرة لأعمالهم، کما أنّ إنتصار المؤمنین هو أمر قطعی ومسلّم به أیضاً.

أو أنّه هدّدهم فی المرّة الاُولى بالعذاب الدنیوی، وفی المرّة الثانیة بجزاء وعقاب الله لهم یوم القیامة.

ثمّ تختتم السورة بثلاثة آیات ذات عمق فی المعنى بشأن (الله) و(الرسل)(العالمین)، إذ تنزّه الله ربّ العزّة والقدرة من الأوصاف التی یصفه بها المشرکون والجاهلون (سبحان ربّک ربّ العزّة عمّا یصفون ).

فأحیاناً یصفون الملائکة بأنّها بنات الله، وأحیاناً یقولون بوجود نسبة بین الله والجنّ،

وأحیاناً اُخرى یجعلون مصنوعات لا قیمة لها من الحجر والخشب بمرتبة الباری عزّوجلّ.

ومجیء کلمة (العزّة) ـ أی ذو القدرة المطلقة والذی لا یمکن التغلّب علیه ـ هنا تعطی معنى بطلان وعدم فائدة کلّ تلک المعبودات المزیّفة والخرافیة التی یعبدها المشرکون.

فآیات سورة الصافات تحدّثت أحیاناً عن تسبیح وتنزیه (عباد الله المخلصین )وأحیاناً عن تسبیح الملائکة، وهنا تتحدّث عن تسبیح وتنزیه الباری عزّوجلّ لذاته المقدّسة.

وفی الآیة الثانیة شمل الباری عزّوجلّ کافّة أنبیائه بلطفه غیر المحدود، وقال: (وسلام على المرسلین ). السلام الذی یوضّح السلامة والعافیة من کلّ أنواع العذاب والعقاب فی یوم القیامة، السلام الذی هو صمّام الأمان أمام الهزائم ودلیل للإنتصار على الأعداء.

وممّا یذکر أنّ الله سبحانه وتعالى أرسل فی آیات هذه السورة سلاماً إلى کثیر من أنبیائه وبصورة منفصلة، قال تعالى فی الآیة 79 (سلام على نوح فی العالمین )، وفی الآیة 109 (سلام على إبراهیم )، وفی الآیة (سلام على موسى وهارون )، وفی الآیة 130 (سلام على آل یاسین ).

وقد جمعها هنا فی سلام واحد موجّه لکلّ المرسلین، قال تعالى: (وسلام على المرسلین ).

وأخیراً إختتمت السورة بآیة تحمد الله (والحمد لله ربّ العالمین ).

الآیات الثلاث الأخیرة یمکن أن تکون إشارة وإستعراضاً مختصراً لکلّ القضایا والاُمور الموجودة فی هذه السورة، لأنّ الجزء الأکبر منها کان بشأن التوحید والجهاد ضدّ مختلف أنواع الشرک، فالآیة الاُولى تعید ما جاء بشأن تسبیح وتنزیه الله عزّوجلّ عن الصفات التی وصف بها من قبل المشرکین، والقسم الآخر من السورة یبیّن جوانب من أوضاع سبع أنبیاء کبار أشارت إلیها هنا الآیة الثانیة.

والآیة الثالثة إستعرضت جزءاً آخر من النعم الإلهیّة، وبالخصوص أنواع النعم الموجودة فی الجنّة، وإنتصار جند الله على جنود الکفر، والحمد والثناء الذی جاء فی الآیة الأخیرة، فیه إشارة لکلّ تلک الاُمور.

المفسّرون الآخرون ذکروا تحلیلات اُخرى بخصوص الآیات الثلاث الواردة فی آخر هذه السورة، وقالوا: إنّ من أهمّ واجبات الإنسان العاقل معرفة أحوال ثلاثة:

الاُولى: معرفة الله تعالى بالمقدار الممکن للبشر، وآخر ما یستطیعه الإنسان فی هذا المجال

هو ثلاثة اُمور: تنزیهه وتقدیسه عن کلّ ما لا یلیق بصفات الاُلوهیة، والتی وضّحتها لفظة (سبحان).

ووصفه بکلّ ما یلیق بصفات الاُلوهیة والکمال، وکلمة (ربّ) إشارة دالّة على حکمته ورحمته ومالکیّته لکلّ الأشیاء وتربیته للموجودات.

وکونه منزّهاً فی الاُلوهیة عن الشریک والنظیر، والتی جاءت فی عبارة (عمّا یصفون ).

والقضیّة الثانیة المهمّة فی حیاة الإنسان هی تکمیل الإنسان لنواقصه، والذی  لا  یمکن أن یتمّ دون وجود الأنبیاء (علیهم السلام)، وجملة (سلام على المرسلین ) إشارة إلى هذه القضیّة.

والقضیّة الثالثة المهمّة فی حیاة الإنسان هی أن یعرف أنّه کیف یکون حاله بعد الموت؟ والإنتباه إلى نعم ربّ العالمین ومقام غناه ورحمته ولطفه یعطی للإنسان نوعاً من الإطمئنان (والحمد لله ربّ العالمین ) (1) .


1. التفسیر الکبیر، ج 26، ص 173. 
سورة الصافات / الآیة 178 ـ 182 التفکّر فی نهایة کلّ عمل:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma