أ) برهان الحکمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
3ـ الدلائل العقلیّة على المعادج) برهان الهدف

إذا نظرنا إلى هذا العالم بدون العالم الآخر، فسیکون فارغاً وبلا معنى تماماً، کما لو افترضنا بوجود الحیاة فی الأطوار الجنینیة بدون الحیاة فی هذه الدنیا.

فلو کان قانون الخلق یقضی بأنّ جمیع الموالید الجدد یختنقون بمجرّد نزولهم من بطون اُمّهاتهم ویموتون، فإنّ الدور الجنینی سیکون بلا معنى؟ کذلک لو کانت الحیاة فی هذا العالم مبتورة عن الحیاة فی العالم الآخر، فسنواجه نفس الاضطراب والحیرة، فما ضرورة أن نعیش سبعین عاماً أو أکثر أو أقل فی هذه الدنیا وسط کلّ هذه المشکلات؟ فنبدأ الحیاة ونحن لا نملک تجربة معیّنة، وحین بلوغ تلک المرتبة یهجم الموت وینتهی العمر... نسعى مدّة لتحصیل العلم والمعرفة، وحینما نبلغ درجة منه بعد إشتعال الرأس شیباً یستقبلنا الموت.

ثمّ لأجل ماذا نعیش؟ الأکل واللبس والنوم والإستیقاظ المتکرّر یومیاً، وإستمرار هذا البرنامج المتعب لعشرات السنین، لماذا؟

فهل حقّاً إنّ هذه السماء المترامیة الأطراف وهذه الأرض الواسعة، وکلّ هذه المقدّمات والمؤخّرات وکلّ هؤلاء الأساتذة والمعلّمین والمربّین وکلّ هذه المکتبات الضخمة وکلّ هذه الاُمور الدقیقة والأعمال التی تداخلت فی خلقنا وخلق باقی الموجودات، کلّ ذلک لمجرّد الأکل والشرب واللبس والحیاة المادیة هذه؟

هنا یعترف الذین لا یعتقدون بالمعاد بتفاهة هذه الحیاة، ویقدم بعضهم على الإنتحار للتخلّص من هذه الحیاة الخاویة، بل قد یفتخر به.

وکیف یمکن لمن یؤمن بالله وبحکمته المتعالیة أن یعتبر هذه الحیاة الدنیا وحدها بدون إرتباطها بحیاة اُخرى ذات قیمة وذات شأن؟

یقول تعالى: (أفحسبتم أنّما خلقناکم عبثاً وأنّکم إلینا لا ترجعون ). (1) أیّ أنّه لو لم یکن رجوع بعد هذه الدنیا إلى الله، فإنّ الحیاة فی هذه الدنیا لیست سوى عبث فی عبث.

نعم فإنّ الحیاة فی هذه الدنیا تجد معناها ویکون لها مفهوماً ینسجم مع حکمة الله سبحانه وتعالى عندما تعتبر هذه: «الدنیا مزرعة للآخرة» و«الدنیا قنطرة» ومکان تعلّم، وجامعة للإستعداد للعالم الآخر ومتجر لذلک العالم، تماماً کما یقول أمیر المؤمنین علی (علیه الصلاة والسلام) فی کلماته العمیقة المعنى «إنّ الدنیا دار صدق لمن صدقها، ودار عاقبة لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوّد منها، ودار موعظة لمن اتّعظ بها، مسجد أحبّاء الله، ومصلّى ملائکة الله، ومهبط وحی الله، ومتجر أولیاء الله» (2) .

خلاصة القول، إنّ الفحص والمطالعة فی وضع هذا العالم یؤدّی إلى الإعتقاد بعالم آخر وراء هذا العالم (ولقد علمتم النشأة الاُولى فلولا تذکّرون ). (3)


1. المؤمنون، 115.
2. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 131.
3. الواقعة، 62.
3ـ الدلائل العقلیّة على المعادج) برهان الهدف
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma