کما مرّ علینا فی الآیة المبحوثة عنها فإنّ کلّ أهل السموات والأرض یموتون سوى مجموعة واحدة (إلاّ من شاء الله ) فمن هی هذه المجموعة؟ هناک اختلاف بین المفسّرین بشأن هذا الأمر:
فمجموعة من المفسّرین قالوا: إنّهم ملائکة الله الکبار، کجبرائیل ومیکائیل وإسرافیل
وعزرائیل، وقد أشارت روایة إلى هذا المعنى (1) .
البعض أضاف إلى أولئک الملائکة الکبار، حملة عرش الله (کما وردت فی روایة اُخرى) (2) .
ومجموعة اُخرى قالت: إنّ أرواح الشهداء مستثناة من الموت، وفقاً لما جاء فی آیات القرآن المجید (أحیاء عند ربهم یرزقون ) کما ورد فی روایة تشیر إلى هذا المعنى (3) .
وبالطبع فإنّ هذه الروایات لا تتعارض مع بعضها البعض، ولکن فی کلّ الصور فإنّ هذه المجموعة المتبقیة تموت فی نهایة الأمر، کما أوضحته تلک الرّوایات، ولا یبقى أحد حیّاً فی هذا العالم سوى الباریء عزّوجلّ إذ هو (حىّ لا یموت ).
وعن کیفیة موت الملائکة وأرواح الشهداء والأنبیاء والأولیاء، فیحتمل أنّ المراد من موت أولئک هو قطع إرتباط الروح عن قالبها المثالی، أو تعطیل نشاط الروح المستمر.