1ـ فقدان وسائل المعرفة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
التّفسیر2ـ السدود من الأمام والخلف

یحتاج الإنسان للتعرّف على العالم الخارجی إلى الاستفادة من وسائل وأدوات تسمّى «وسائل المعرفة».

قسم منها «باطنیة» والقسم الآخر «ظاهریة».

العقل والوجدان والفطرة من وسائل المعرفة الباطنیة، والحواس الظاهریة کالأبصار والأسماع وأمثالها وسائل المعرفة الظاهریة.

وقد أعطى الله هذه الوسائل القدرة على الإشتداد شیئاً فشیئاً إذا استُفید منها على وجه صحیح حتى تتمکّن من تشخیص الحقائق بصورة أفضل وأدق.

أمّا إذا استُغلّت بطریقة خاطئة، أو لم یتمّ الاستفادة منها أصلا، فإنّها تضطرب بشکل

کلّی وتعکس الحقائق بشکل مقلوب، تماماً کالمرآة الصافیة إذا غطّاها غبار غلیظ أو أنّها تخرّشت بحیث أضحت لا تعکس الصورة علیها، أو أنّها تعکس ما لا ینطبق على الواقع.

هذه الأعمال المغلوطة والمواقف المنحرفة هی التی تصادر وسائل المعرفة من الإنسان، ولهذا السبب فإنّ المقصّر الأصلی هو الإنسان، وهو الذی جنى على نفسه.

الآیات أعلاه تشبیه معبّر عن هذه المسألة المهمّة والمصیریة، فهی تشبّه المستکبرین والمتعصّبین والأنانیین والمنافقین بالمقیدین بالأغلال والسلاسل من جهة، سلاسل الکبر والهوس والغرور والتقلید الأعمى الذی وضعوه على أعناقهم وأیادیهم. وتشبههم باُولئک المحاصرین بین سدّین منیعین لا یمکن عبورهما.

ومن جهة اُخرى فإنّ أعینهم مغلقة ولا تبصر.

الغلّ والسلاسل وحدها تکفی لمنعهم من الحرکة، والسدّان العظیمان أیضاً وحدهما کافیان لمنعهم من الفعّالیة، إنعدام البصر وحده أیضاً عامل مستقل.

هذان السدّان عالیان ومتقاربان إلى حدّ أنّهما وحدهما کافیان لسلبهم القدرة على الإبصار، کما أنّهما کافیان لسلبهم قدرة الحرکة. وقد کرّرنا القول بأنّ الإنسان تبقى هدایته ممکنة ما لم یصل إلى تلک المرحلة، أمّا حینما یبلغ تلک المرحلة، فلو اجتمع جمیع الأنبیاء والأولیاء (علیهم السلام) أیضاً وقرأوا له جمیع الکتب السماویة، فلن یؤثّر ذلک فیه.

وذلک ما تمّ التأکید علیه، سواء فی آیات القرآن أو الروایات، وهو أنّ الإنسان إذا زلّت قدمه أو إرتکب ذنباً فعلیه أو یتوب فوراً ویتوجّه إلى الله، وأن یبتعد عن التسویف والتأخیر، والإصرار والتکرار، ومن أجل أن لا یصل إلى تلک المرحلة علیه أن ینظف صدأ القلب، ویدمّر السدود والموانع الصغیرة قبل أن تتحوّل إلى سدود کبیرة وعظیمة، ویحتفظ بمساره وتکامله وینفض الغبار عن عینیه لکی یتمکّن من الإبصار.

التّفسیر2ـ السدود من الأمام والخلف
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma