هنا یطرح هذا السؤال: عند بیان قصص الأقوام الاُخرى فی القرآن المجید، نلاحظ أنّه عند نزول العذاب علیهم (عذاب الإستئصال الذی کان ینال کلّ الأقوام الطاغیة
والمتجبّرة) لا تکون التوبة مقبولة والإنابة مؤثّرة، فکیف استثنی قوم یونس من هذا الأمر؟
هناک إجابتان على هذا السؤال:
الاُولى: هی أنّ العذاب لم یکن قد نزل بهم، لأنّهم بمجرّد أن شاهدوا دلائل بسیطة تنذر بالعذاب، استغلّوا هذه الفرصة وآمنوا بالله وتابوا إلیه قبل حلول البلاء.
الثانیة: أنّ عذابهم لم یکن لإهلاکهم، وإنّما کان بمثابة تنبیه وتأدیب لهم قبل نزول العذاب المهلک، وهو الاُسلوب الذی کان یتّبع مع الأقوام السابقة، أی تظهر لهم بعض دلائل العذاب کآخر فرصة لهم، فإن آمنوا کفّ الله عنهم العذاب، وإن بقوا على طغیانهم أنزل الله العذاب علیهم لیهلکهم عن آخرهم، کما عذّب قوم فرعون بمختلف أنواع العذاب قبل أن یغرقهم الله فی البحر.