وما تستوی الظلمات ولا النّور:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة فاطر / الآیة 19 ـ 23 1ـ آثار الإیمان والکفر

تذکر الآیات مورد البحث ـ بما یتناسب مع البحوث التی مرّت حول الإیمان والکفر فی الآیات السابقة ـ أربعة أمثلة جمیلة للمؤمن والکافر، توضّح بأجلى شکل آثار الإیمان والکفر.

فی المثال الأوّل: شبّه «الکافر والمؤمن» بـ «الأعمى والبصیر» حیث تقول الآیة الکریمة: (وما یستوی الأعمى والبصیر ).

الإیمان نور وإشراق، یعطی البصیرة والمعرفة للإنسان فی النظرة إلى العالم، وفی الإعتقاد، والعمل وفی کلّ الحیاة، أمّا الکفر فظلمة کالحة، فلا إعتقاد صحیح ونظرة سلیمة عن العالم، ولا عمل صالح.

تشیر الآیة 257 من سورة البقرة إلى هذا الموضوع فتقول: (الله ولی الذین آمنوا یخرجهم من الظلمات إلى النور والذین کفروا أولیاؤهم الطاغوت یخرجونهم من النور إلى الظلمات اُولئک أصحاب النار هم فیها خالدون ).

وبما أنّ العین المبصرة وحدها لا تکفی لتحقّق الرؤیة، فیجب توفّر النور والإضاءة أیضاً لکی یستطیع الإنسان الإبصار بمساعدة هذین العاملین، تضیف الآیة التالیة: (ولا الظلمات ولا النور ).

لأنّ الظلام منشأ الضلال، الظلام سبب السکون والرکود، الظلام مسبّب لکلّ أنواع

المخاطر، أمّا النور والضیاء فهو منشأ الحیاة والمعیشة والحرکة والرشد والنمو والتکامل، فلو زال النور لتوقّفت کلّ حرکة وتلاشت جمیع الطاقات فی العالم، ولعمّ الموت العالم المادّی، بأسره، وکذلک نور الإیمان فی عالم المعنى، فهو سبب الرشد والتکامل والحیاة والحرکة.

ثمّ تضیف الآیة (ولا الظلّ ولا الحرور ) فالمؤمن یستظلّ فی ظلّ إیمانه بهدوء وأمن وأمان، أمّا الکافر فلکفره یحترق بالعذاب والألم.

یقول «الراغب» فی مفرداته: الحرور: (على وزن قبول) الریح الحارّة. وإعتبرها بعضهم «ریح السموم» وبعضهم قال بأنّها «شدّة حرارة الشمس».

ویقول «الزمخشری» فی الکشّاف: «السموم یکون بالنهار، والحرور باللیل والنهار، وقیل باللیل خاصّة» (1) ، على أیّة حال، فأین الحرور من الظلّ البارد المنعش الذی یبعث الإرتیاح فی روح وجسم الإنسان.

ثمّ یقول تعالى فی آخر تشبیه: (وما یستوی الأحیاء ولا الأموات ). المؤمنون حیویون، سعاة متحرّکون، لهم رشد ونمو، لهم فروع وأوراق وورود وثمر، أمّا الکافر فمثل الخشبة الیابسة، لا فیها طراوة ولا ورق ولا ورد ولا ظلّ لها،  ولا تصلح إلاّ حطباً للنار.

فی الآیة 122 من سورة الأنعام نقرأ: (أوَمن کان میتاً فأحییناه وجعلنا له نوراً یمشی به فی الناس کمن مثله فی الظلمات لیس بخارج منها ).

وفی ختام الآیة یضیف تعالى: (إنّ الله یُسمع من یشاء ) لکی یسمع دعوة الحقّ ویلبّی نداء التوحید ودعوة الأنبیاء (وما أنت بمسمع من فی القبور ).

فمهما بلغ صراخک، ومهما کان حدیثک قریباً من القلب، ومهما کان بیانک معبّراً، فإنّ الموتى لا یسعهم إدراک شیء من ذلک، ومن فقد الروح الإنسانیة نتیجة الإصرار على المعاصی، وغرق فی التعصّب والعناد والظلم والفساد، فبدیهی أن لیس لدیه الإستعداد لقبول دعوتک.

وعلیه فلا تقلق من عدم إیمانهم، ولا تجزع، فلیس علیک من وظیفة إلاّ الإبلاغ والإنذار (إن أنت إلاّ نذیر ).


1. تفسیر الکشّاف، ج 3، ص 608.
سورة فاطر / الآیة 19 ـ 23 1ـ آثار الإیمان والکفر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma