«توقدون» من «وُقُود» ـ على زنة قبور ـ بمعنى إشتعال النار ـ و«الإیقاد» بمعنى إشعال النار، و«الوَقُود» ـ على زنة ثمود ـ بمعنى الحطب المعدّ للإحراق.
وعلیه فإنّ جملة (فإذا أنتم منه توقدون ) إشارة إلى الحطب الذی تشتعل فیه النار، لا ما تبدأ به النار بالإشتعال کالزناد أو عود الکبریت.
وبناءاً علیه فإنّ القرآن الکریم یقول: «إنّ الله سبحانه وتعالى جعل لکم من الشجر الأخضر حطباً توقدونه، وهو القادر على إعادة الموتى إلى الحیاة» وهذا التعبیر ینسجم تماماً مع ما قلناه من «بعث الطاقات» «تأمّل بدقّة»!!
وعلى کلّ حال، فإنّ مسألة إشعال النار فی خشب الأشجار مع أنّها مسألة بسیطة فی نظرنا، ولکن بقلیل من الدقّة نعلم أنّها من أعجب المسائل، لأنّ المواد التی یتشکّل منها خشب الأشجار فی أغلبها ماء وتراب، وکلاهما غیر قابل للإشتعال، فما هی تلک القدرة التی خلقت من الماء والتراب والهواء ـ وهی مواد ـ طاقة لا زالت حیاة البشر ومنذ آلاف السنین مرتبطة بها بقوّة؟!