الأمر الثانی: عدم جواز الاکتفاء بالظنّ فی حال الانفتاح

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوار الاُصول (الجزء الثانی)
الأمر الأوّل: فی الظنّ بالاُمور الاعتقادیّةالأمر الثالث: فی تأثیر الظّنون غیر الحجّة فی الأدلة الظنیّة

لا إشکال فی عدم جواز الاکتفاء بالظنّ فیما یجب معرفته عقلا أو شرعاً فی حال الإنفتاح، حیث إن الظنّ لیس بمعرفة قطعاً کما مرّ آنفاً فی بیان الشیخ الأعظم والمحقّق الخراسانی (رحمه الله)، فلا بدّ من تحصیل العلم فیما إذا کان المکلّف قادراً علیه ومع العجز یکون معذوراً إن کان عن قصور لغفلة أو لغموضة المطلب مع قلّة الإستعداد، بخلاف ما إذا کان عن تقصیر فی الاجتهاد والفحص فلیس معذوراً بلا ریب.

لکن ربّما یتوهّم أنّه لا یتصوّر هنا العجز عن قصور، وذلک لقوله تعالى: (وَالَّذِینَ جَاهَدُوا فِینَا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنَا)(1) لدلالته على انفتاح الطریق فی جمیع الحالات، والطریق هو الجهاد فی سبیل الوصول إلى الحقّ، فقد وعد الله تعالى فی هذه الآیة أنّ کلّ من جاهد فی الحقّ وتفحّص عنه یهتدی إلى سبیل الهدایة ویصل إلى مطلوبه وهو الحقّ، وأکّد على ذلک بتأکیدات عدیدة من اللام والنون الواردین فی قوله تعالى «لنهدینّهم» وفعل المضارع الدالّ على الاستمرار.

وأجاب بعضهم عن هذا بأنّه لیس المراد من المجاهدة الواردة فی الآیة النظر والاجتهاد فی تحصیل العلم والمعرفة بل هو المجاهدة مع النفس التی هی أکبر من الجهاد مع الکفّار فالآیة أجنبیة عن المقام.

أقول: قد ذکر فی کتب التفاسیر فی معنى الجهاد الوارد فی الآیة احتمالات ثلاثة:

أحدها: أنّ المراد منه هو الجهاد مع الکفّار فیکون المعنى «والذین جاهدوا مع عدوّنا لنهدینّهم سبل الفتح والظفر».

والثانی: أنّ المراد هو الجهاد مع النفس أی العدوّ النفسانی کما مرّ.

الثالث: الجهاد فی سبیل المعرفة، أی الجهاد العلمی فی قبال الجهاد الأخلاقی والعسکری، (وقد وقع الخلط فی بعض الکلمات حیث أورد فیها فی مقام تفسیر الآیة بحث فلسفی معروف، وهو ما قال به بعض الفلاسفة من أنّه لیس التفکّر وسیلة للعلم بل أنّه یوجب استعداد النفس لإفاضة الصور العلمیة علیها وقبولها من جانب الفیّاض المطلق).

قلت: الإنصاف أنّه لا دلیل ولا قرینة على تقیید الآیة وتحدید مفاد کلمة الجهاد فیها بمعنى خاصّ من المعانی الثلاثة بل مقتضى إطلاقها شمولها لجمیع الثلاثة، فیبقى الإشکال على حاله خصوصاً مع الالتفات إلى ما نشاهده بوجداننا فی کثیر من الناس من القصور وعدم التقصیر فی سبیل معرفة الله بین النصارى والیهود وسائر المذاهب وفی سبیل معرفة الإمام بین غیر العارفین.

والذی یخطر بالبال فی الجواب عن الإشکال (على العجالة إلى أن یتأمّل فیه) أحد وجهین:

الوجه الأوّل: أن یخصّص قوله «فینا» بخصوص معرفة الله ونلتزم بعدم تصوّر القصور فیها لشهادة الوجدان وحکم الفطرة فی هذا الباب.

الوجه الثانی: أن نقول: أنّ المراد بالجهاد هنا هو نهایة السعی والاجهاد لا مجرّد المقدار الواجب على الإنسان فی هذه الاُمور بل أقصى جهده وآخر ما یمکن منه فیکون معنى الآیة کلّ من بذل نهایة مجهوده وأقصى جهده یهتدی إلى سبیل الحقّ ویصل إلى المقصود ولیس جمیع القاصرین یجهدون هذا المبلغ من الجهاد.


1. سورة العنکبوت: الآیة69.

 

الأمر الأوّل: فی الظنّ بالاُمور الاعتقادیّةالأمر الثالث: فی تأثیر الظّنون غیر الحجّة فی الأدلة الظنیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma