الحقّ أنّ البحث فی المفاهیم من أوضح المباحث اللفظیّة; لأنّ المدلول الالتزامی من أقسام الدلالات اللفظیّة، ومن العجب ما ذکره فی المحاضرات من «أنّ للمفاهیم حیثیتین واقعیتین فمن إحداهما تناسب أن تکون من المسائل الاُصولیّة العقلیّة، ومن الاُخرى تناسب أن تکون من المسائل الاُصولیّة اللفظیّة، وذلک لأنّه بالنظر إلى کون الحاکم بانتفاء المعلول عند انتفاء العلّة هو العقل فحسب فهی من المسائل الاُصولیّة العقلیّة، وبالنظر إلى کون الکاشف عن العلّة المنحصرة هو الکاشف عن لازمها أیضاً فهی من المسائل الاُصولیّة اللفظیّة لفرض أنّ الکاشف عنها هو اللفظ کما عرفت، فإذن یکون المفهوم مدلولا للفظ التزاماً»(1)، مع تصریحه بأنّ دلالة اللفظ على المفهوم إنّما یکون بالالتزام، والدلالة الالتزامیّة من أقسام الدلالة اللفظیّة.
وإن شئت قلت: کون المدلول الالتزامی بیّناً یوجب ظهوراً عرفیّاً للفظ فی المدلول المفهومی الالتزامی، وحینئذ یستظهر المفهوم من اللفظ فهی من المسائل اللفظیّة فقط فتأمّل.