أدلّة القائلین بعدم تحریف کتاب الله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوار الاُصول (الجزء الثانی)
بقی هنا أمرانأدلّة القائلین بالتحریف ونقدها

إذا عرفت ذلک فنقول: أمّا القائلون بعدم تحریف القرآن فاستدلّوا بوجوه عمدتها ثلاثة:

الوجه الأوّل: ما یشبه الدلیل عقلی وهو مجموعة(1) من القرائن التی توجب الیقین الباتّ بعدم التحریف، وهی ما مرّ سابقاً فی مقام إثبات وقوع جمع القرآن على عهد النبی (صلى الله علیه وآله)ضمن الشواهد الدالّة على جمعه فی ذلک العهد من اهتمام النبی (صلى الله علیه وآله)بحفظه وقراءته واهتمام المسلمین بما یهتمّ به النبی (صلى الله علیه وآله)وغیرهما من الجهات العدیدة المذکورة هناک فراجع.

ونؤکّد هنا على ذلک أیضاً بما ورد فی القرآن نفسه من قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّکَ یَعْلَمُ أَنَّکَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَی اللَّیْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِینَ مَعَکَ وَاللهُ یُقَدِّرُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَیْکُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَیَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ)(2). فهذه تدلّ على شدّة اهتمام النبی والمسلمین بقراءة القرآن من الصدر الأوّل حتّى إنّهم کانوا یقومون کثیراً من اللیل لم یکن لهم همّ إلاّ تلاوة القرآن.

وبما ورد فی الأخبار ممّا یدلّ أیضاً على إهتمام المسلمین بتلاوته فإذا مرّ علیهم أحد یسمع لهم دویّاً کدویّ النحل، واهتمامهم بالتبرّک به حتّى صاروا یجعلون تعلیمه مهراً لأزواجهم.

فمع ملاحظة هذه الجهات والقرائن یحکم العقل بعدم إمکان أن تنال أیدی التحریف إلیه.

الوجه الثانی: آیات من نفس الکتاب العزیز کالصریحة فی الدلالة على عدم التحریف، ولا یخفى أنّ الاستدلال بها لیس دوریّاً لأنّ المدّعى یدّعی التحریف بالنقیصة لا الزیادة والقرآن الموجود فی یومنا هذا بما فیه من الآیات مقبول عند الجمیع:

منها قوله تعالى: (وَقَالُوا یَا أَیُّهَا الَّذِی نُزِّلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ إِنَّکَ لََمجْنُونٌ لَوْ مَا تَأْتِینَا بِالْمَلاَئِکَةِ إِنْ کُنْتَ مِنْ الصَّادِقِینَ مَا نُنَزِّلُ الْمَلاَئِکَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا کَانُوا إِذاً مُنْظَرِینَ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(3) ولتقریب دلالة هذه الآیة على المقصود لابدّ من تفسیر کلمتین: «الذکر» والحفظ» فما المراد من الذکر؟ وما المراد من الحفظ؟

فنقول: أمّا معنى کلمة الذکر فواضح لأنّ قوله تعالى: (وَقَالُوا یَا أَیُّهَا الَّذِی نُزِّلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ) شاهد قطعی على أنّ المراد من الذکر فی قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ)هو القرآن بل هذه الآیة تدلّ على شهرة هذا الاسم للقرآن بحیث یستعمله الکفّار المنکرون للوحی أیضاً.

أضف إلى ذلک وجود آیات کثیرة تطلق هذا الاسم على القرآن: منها قوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ)(4)، ومنها قوله تعالى: (وَهَذَا ذِکْرٌ مُبَارَکٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنکِرُونَ)(5)، والأوضح منها قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِینٌ)(6)، وقوله تعالى: (أَؤُنزِلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ مِنْ بَیْنِنَا بَلْ هُمْ فِی شَکّ مِنْ ذِکْرِی)(7)، وقوله تعالى: (وَإِنْ یَکَادُ الَّذِینَ کَفَرُوا لَیُزْلِقُونَکَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّکْرَ)(8) وقوله تعالى: (وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ لِلْعَالَمِینَ)(9).

وما قد یقال: من أنّ المراد منه هو النبی (صلى الله علیه وآله) وقوله تعالى: (نَزَّلْنَا) بمعنى «أرسلنا» وذلک بقرینة قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللهَ یَا أُوْلِی الاَْلْبَابِ الَّذِینَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَیْکُمْ ذِکْراً رَسُولا یَتْلُو عَلَیْکُمْ آیَاتِ اللهِ مُبَیِّنَات)(10) حیث إن کلمة «رسولا» وقعت فی هذه الآیة بدلا عن کلمة «ذکراً» فیکون الذکر بمعنى الرسول.

فجوابه أوّلا: لو سلّم استعمال الذکر فی خصوص هذه الآیة فی الرسول مجازاً فهو لا یوجب استعماله فیه مجازاً أیضاً فی سائر الآیات من دون نصب قرینة علیه مع صراحته فی تلک الآیات فی القرآن.

ثانیاً: إنّ استعماله فی الرسول فی هذه الآیة أیضاً محلّ کلام، لأنّه لا مناصّ فی الآیة من إرتکاب أحد خلافی الظاهر: أحدهما إطلاق الذکر على الرسول مع عدم کونه فی اللغة بمعنى الرسول کما هو واضح، وثانیهما کون الرسول مفعولا به لفعل محذوف أعنی «أرسل»، وکثیر من المفسّرین رجّحوا الثانی على الأوّل وهو المختار فی کتابنا فی التفسیر.

ثالثاً: لو سلّمنا أنّ الذکر فی الآیة المبحوث عنها فی محلّ النزاع بمعنى الرسول لکن لا بأس أیضاً بالاستدلال بها على المطلوب ببیان إنّه إذا دلّت الآیة على محافظته تعالى عن الرسول فتدلّ على حفظه للقرآن الکریم بطریق أولى.

وأمّا کلمة الحفظ: فیحتمل فیها وجوه عدیدة:

أحدها: أن یکون المراد منها الحفظ المنطقی والاستدلالی، ویکون المقصود حینئذ أنّه لا یصیر مغلوباً لأی منطق واستدلال.

الثانی: أن یکون بمعنى العلم، أی «وإنّا له لعالمون».

الثالث: أن یکون المراد منه الحفظ من جمیع الجهات من الزیادة والنقصان ومن المقابلة بالمثل والغلبة بالمنطق وغیرها، وهذا هو الظاهر، ولا دلیل على التحدید والتقیید.

إن قلت: إن کان المراد من الحفظ الحفظ العامّ ومن جمیع الجهات فهو متیقّن العدم لما وقع فی التاریخ بالنسبة إلى مصاحفه من الإندراس والصبّ فی البحر وإحراقها من جانب عثمان وغیره أحیاناً بأی غرض کان، وإن کان المراد منه حفظ مّا، فهو حاصل ولو بالقرآن المحفوظ عند الحجّة (علیه السلام) وحینئذ لا تدلّ الآیة على المدّعى.

قلنا: إنّ للحفظ معناً عرفیاً لا یصدق على شیء من المعنیین (الحفظ الکلّی والحفظ الجزئی) وهو کون الکتاب فی أیدی الناس ووجوده بینهم، فالمراد من قوله تعالى «لحافظون» لحافظونه عند الناس وبینهم لا بمعنى حفظ جمیع المصادیق أو مصداق من مصادیقه، کما أنّه إذا قیل «إنّ دیوان الشاعر الفلان موجود ومحفوظ إلى الیوم» لا یکون المقصود منه أنّ جمیع مصادیقه بقیت محفوظة أو مصداق من مصادیقه محفوظ فی متحف من المتاحف بل المراد منه بقاؤه بین الناس وبین أیدیهم کما لا یخفى.

إن قلت: إنّ هذه الآیة مکّیة تشمل الآیات النازلة إلى زمان نزولها لا غیرها.

قلنا: لا خصوصیّة للآیات المکّیة قطعاً لأنّ القرآن کتاب هدایة یحتاج إلیه الناس فی هدایتهم، ولا فرق فی هذه الجهة بین آیة وآیة، وحفظ بعضها دون بعض من جانب الحکیم لغو وترجیح بلا مرجّح.

وبالجملة هذا الإشکال من أضعف الإشکالات وأردیها.

ومنها: قوله تعالى (إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِالذِّکْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَکِتَابٌ عَزِیزٌ لاَ یَأْتِیهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِیلٌ مِنْ حَکِیم حَمِید)(11).

وقبل تقریب الاستدلال بها لابدّ من تعیین خبر «إنّ» فی قوله تعالى: (إنّ الذین کفروا ...) فنقول: فیه ثلاث وجوه:

الأوّل: (وهو أحسنها الذی ذهب إلیه الطبرسی (رحمه الله) فی مجمع البیان) أن یکون الخبر فی التقدیر، أعنی «سوف یجازیهم الله» أو «سیجازیهم الله».

الثانی: أن یکون الخبر قوله تعالى فی بعض الآیات اللاحقة «اُولئک ینادون من مکان بعید»، لکن هذا المقدار من الفصل بین المبتدأ والخبر بعید فی الکلام الفصیح.

الثالث: أن یکون الخبر قوله تعالى: «وإنّه لکتاب عزیز» بأن یکون المقصود منه أنّه لا یقدر أحد على أن یغلب کتاب الله لکونه عزیزاً، فوقع علّة الخبر موقعه.

وکیف کان فتقریب الاستدلال بهذه الآیة على عدم التحریف یتوقّف على بیان معنى الباطل فی قوله تعالى: (لاَ یَأْتِیهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ) فقد ذکر فیه وجوه عدیدة:

أحدها: کونه بمعنى المقابلة بالمثل فیکون المعنى حینئذ «لا یأتیه مثل له حتّى یبطله».

ثانیها: أن یکون بمعنى الشیطان، فیکون المراد أنّ الشیطان لا یمکنه أن یحرّفه أو یمحوه من القلوب.

ثالثها: کونه بمعنى النسخ، أی لا تضادّه الکتب السماویّة من قبل ولا ینسخه کتاب سماوی من بعد.

رابعها: أن یکون بمعنى الکذب فی الأخبار کما نقل الطبرسی (رحمه الله) عن الإمام الباقر (علیه السلام): «لیس فی أخباره عمّا مضى باطل ولا عمّا یکون فی المستقبل باطل»(12).

خامسها: کونه بمعنى مطلق البطلان، فیکون المقصود: لا یأتیه أی باطل من أی جهة من الجهات کما ورد فی مجمع البیان: «لا تناقض فی ألفاظه ولا کذب فی أخباره ولا یعارض ولا یزداد ولا یغیّر»(13).

وهذا هو المختار لأنّه لا وجه للتقیید ما دام لم توجد قرینة علیه، وقوله تعالى فی الذیل: (تَنزِیلٌ مِنْ حَکِیم حَمِید) بمنزلة التعلیل للصدر، أی کما أنّ المنزل منه یکون عالماً حکیماً ومنعماً حمیداً إلى الأبد لابدّ أن یکون المنزل الذی هو حکمة من جانب ونعمة من جانب آخر باقیاً بین الناس أیضاً.

وأمّا تفسیر الباطل بالکذب فی الرّوایة فهو من باب ذکر أحد المصادیق الواضحة وما کان محلا لحاجة الناس.

إن قلت: إن کان المراد من عدم إتیان الباطل عدمه على نهج القضیّة الکلّیة فهو قطعی البطلان (کما مرّ نظیره فی الآیة السابقة) وإن کان المراد عدم الإتیان على نهج القضیّة الجزئیّة فهو یصدق بالنسبة إلى المصحف الموجود عند الإمام الحجّة (علیه السلام) فلا یثبت عدم إتیانه الباطل بالإضافة إلى غیره من المصاحف.

قلنا: الجواب هو الجواب، وهو أنّ الحفظ أو عدم إتیان الباطل مفهوم عرفی والقرآن کتاب للهدایة فلا یصدق هذا العنوان إذا لم یکن القرآن محفوظاً بین الناس لهدایتهم وإن کان محفوظاً عند الإمام الحجّة (علیه السلام).

وأمّا الإشکال الآخر الذی أورد على الآیة السابقة المبنى على کون الآیة مکّیة فلا یرد هنا لأنّ ذیل الآیة: «من بین یدیه ومن خلفه» یعمّ عدم الإیتان فی المستقبل أیضاً.

الوجه الثالث: روایات لا إشکال فی دلالتها على عدم التحریف قطعاً:

منها: حدیث الثقلین المتواتر من طرق العامّة والخاصّة(14) حیث إنّه ورد فی ذیلها: «ما إن تمسّکتم بهما لن تضلّوا» وفی بعض الطرق «لن تضلّوا أبداً».

فاستدلّ بها بملاحظة هذا الذیل بأحد وجهین:

الأوّل: أنّ مقتضى الذیل بقاء ما یمکن أن یتمسّک به بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله) إلى الأبد مع أن التحریف بحذف بعض الآیات یوجب سلب الاعتماد عن سائر الآیات بمقتضى ما روی أنّ القرآن یفسّر بعضه بعضاً، فتسقط بقیّة الآیات عن الحجّیة.

الثانی: (وهو العمدة) أنّ مقتضاه عدم ضلالة الاُمّة إذا تمسّکوا بهذا الکتاب العزیز، والقول بالتحریف بالنقیصة من شأنه سلب المصداقیّة الاهتداء بالقرآن فلا یأمن من الضلالة، لأنّ الآیات المحذوفة لابدّ وأن تکون ممّا یرتبط بباب الولایات والسیاسیات کما مرّ، والقرآن المجرّد عنها لا یمکن أن یمنع عن الضلالة.

إن قلت: لا فرق فی هذه الجهة بین الثقل الأکبر والأصغر، فکما أنّ الحرمان عن هدایة الثقل الأصغر بغیبة الإمام (علیه السلام) لا ینافی هذه الرّوایة کذلک الحرمان عن هدایة الثقل الأکبر.

قلنا: الفرق بینهما واضح، وذلک لأنّ غیبة الإمام (علیه السلام) لا تنافی بقاء اهتداء الناس به لأنّهم (علیهم السلام) أراؤوا طرق الهدایة فی أکثر من مأتی سنة ضمن روایاتهم، وقد أودعوا هدایاتهم فی طیّات أخبارهم فهم متمثّلون ضمن هذه الأخبار، وکأنّهم إحیاء بحیاتها وبقائها، بینما تحریف القرآن یقتضی الحرمان عن هدایته بعد وفاة النبی (صلى الله علیه وآله) من دون فصل، لأنّ القائل بالتحریف یقول بوقوعه بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله)إلى زمن جمع عثمان له من دون أن یقوم مقامه شیء، نعم هذا القیاس یتمّ لو وقعت الغیبة أیضاً بمجرّد وفاة النبی (صلى الله علیه وآله).

ومنها: روایات ظاهرها أنّ القرآن معیار لتشخیص الحقّ والباطل فی الرّوایات مطلقاً، وتأمرنا بعرض الرّوایات جمیعها علیه، وهی تنافی تحریف القرآن لأنّ تحریفه یلازم حذف ما کان معیاراً للعدید من الرّوایات، ولازمه کون القرآن معیاراً نسبیاً لا مطلقاً بحیث یعمّ جمیع الرّوایات.

ومنها: روایات تأمرنا وتشوّقنا باتّباع القرآن، وهی ظاهرة فی أنّه وسیلة جامعة کاملة للهدایة، منها ما ورد فی نهج البلاغة فی ذمّ الأخذ بالأقیسة والاستحسانات والآراء الظنّیة: «أم أنزل الله سبحانه دیناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه أم کانوا شرکاء له، فلهم أن یقولوا، وعلیه أن یرضى؟ أم أنزل الله سبحانه دیناً تامّاً فقصّر الرسول (صلى الله علیه وآله) عن تبلیغه وأدائه، والله سبحانه یقول: ما فرّطنا فی الکتاب من شیء وفیه تبیان لکلّ شیء»(15).

وکذلک قوله (علیه السلام) فیه أیضاً: «وأنزل علیکم الکتاب تبیاناً لکلّ شیء وعمّر فیکم نبیّه أزماناً حتّى أکمل له ولکم فیما اُنزل من کتابه دینه الذی رضى لنفسه»(16).

وقوله فیه أیضاً: «وکتاب الله بین أظهرکم ناطق لا یعیا لسانه وبیت لا تهدم أرکانه وعزّ لا تهزم أعوانه»(17).

وکذلک قوله فیه أیضاً: «کأنّهم أئمّة الکتاب ولیس الکتاب إمامهم»(18).

وهکذا قوله (علیه السلام): «وعلیکم بکتاب الله فإنّه الحبل المتین والنور المبین والشفاء النافع والری الناقع والعصمة للتمسّک والنجاة للمتعلّق لا یعوّج فیقام ولا یزیغ فیستعتب ولا تخلقه کثرة الردّ ولوج السمع، من قال به صدق ومن عمل به سبق»(19).

وقوله (علیه السلام): «ثمّ أُنزل علیه الکتاب نوراً لا تطفأ مصابیحه وسراجاً لا یخبو توقّده وبحراً لا یدرک قعره، ومنهاجاً لا یضلّ نهجه وشعاعاً لا یظلم ضوءه وفرقاناً لا یخمد برهانه وتبیاناً لا تهدم أرکانه ...»(20).

فإنّ المستفاد من جمیع ذلک أنّ کتاب الله بجمیع ما أُنزل على رسول الله (صلى الله علیه وآله)موجود بین الناس یستضاء بنور هدایته ویهتدی بهداه، ولو کان الکتاب محرّفاً أو ناقصاً فی شیء من آیاته لما کان له هذه المنزلة وتلک الآثار.

أضف إلى ذلک: أنّ قوله: «کتاب الله بین أظهرکم» بلفظه شاهد لوجود جمیع الکتاب بین أظهر الناس.

فتلخّص من جمیع ذلک أنّ الأدلّة العقلیّة والنقلیّة متظافرة على بطلان مزعمة التحریف وأنّ کتاب الله محفوظ بین الاُمّة کما نزل على رسول الله مضافاً إلى الشهرة القطعیّة بین علماء الفریقین ومحقّقیهم.


1. وهذا بنفسه طریق لإثبات حکم فی یومنا هذا، فمثلا فی باب القضاء إذا لم یحصل القاضی على إقرار أو بیّنة لکن حصلت له مجموعة من القرائن توجب بمجموعها الیقین فانّه یأخذ بها ویحکم بمقتضاها ونحن فی البحث عن النبوّة العامّة أخذنا بهذا المنهج لإثبات النبوّة.
2. سورة المزمّل: الآیة 20.
3. سورة الحجر: الآیة6 ـ 9.
4. سورة النحل: الآیة44.
5. سورة الأنبیاء: الآیة50.
6. سورة یس: الآیة69.
7. سورة ص: الآیة8.
8. سورة القلم: الآیة51.
9. سورة القلم: الآیة52.
10. سورة الطلاق: الآیة10.
11. سورة فصّلت: الآیة 41 ـ 42.
12. مجمع البیان: ج 9، ص 23، طبع دار المعرفة فی بیروت.
13. المصدر السابق:
14. مرّت الإشارة إلى أسنادها إجمالا عند الاستدلال بها لحجّیة ظواهر الکتاب فراجع.
15. نهج البلاغة: صبحی الصالح، خ18.
16. المصدر السابق: خ86.
17. المصدر السابق: خ133.
18. المصدر السابق: خ147.
19. المصدر السابق: خ156.
20. المصدر السابق: خ168.

 

بقی هنا أمرانأدلّة القائلین بالتحریف ونقدها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma