من أداة الحصر کلمة «إنّما»

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوار الاُصول (الجزء الثانی)
4 ـ الکلام فی مفهوم الحصرومن أداة الحصر کلمة «بل»

وهی تدلّ على المفهوم عند کثیر من الاُصولیین، واستدلّ له بوجهین:

الأوّل: إجماع النحات وتنصیص أهل اللغة به.

الثانی: التبادر.

واستشکل فی التبادر بأنّه لا سبیل لنا إلیه لأنّا لا نعرف المرادف لها فی عرفنا حتّى نستکشف منه ما هو المتبادر منها بخلاف ما هو بأیدینا من الألفاظ المترادفة لبعض الکلمات العربیّة کما فی أداة الشرط مثلا نظیر کلمة «إنّ» حیث یوجد لها فی اللغة الفارسیّة ما یرادفها وهو لفظة «اگر».

ولکن یرد علیه:

أوّلا: أنّ ملاک التبادر لیس هو انسباق المعنى إلى أذهاننا فحسب، بل انسباق المعنى إلى أذهان أهل اللسان أیضاً حیث یعتبر سبیلاً إلى العلم بالوضع، وهو موجود فی المقام.

وثانیاً: أنّ العرب مثلا لیسوا منحصرین بمن تولّد على ذلک اللسان وعاش علیه، بل یعمّ أیضاً کلّ عجمی یمارس اللغة العربیّة، وقد ألّف کثیر من الأعاجم الکتب النافعة فی العلوم العربیّة من اللغة وغیرها.

ثمّ إنّ الفخر الرازی أنکر دلالة کلمة «إنّما» على الحصر، وقد صرّح بذلک فی ذیل قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِیُّکُمْ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ)(1) وقال: «قالت الشیعة: هذه الآیة دالّة على أنّ الإمام بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله) هو علی بن أبی طالب، وتقریره أن نقول: هذه الآیة دالّة على أنّ المراد بهذه الآیة إمام (لأنّ الولی فی هذه الآیة لا یجوز أن یکون بمعنى الناصر فوجب أن یکون بمعنى المتصرّف لأنّ الولایة المذکورة فی هذه الآیة غیر عامّة لکلّ المؤمنین بدلیل إنّه تعالى ذکر بکلمة «إنّما»، وکلمة «إنّما» للحصر، والولایة بمعنى النصرة عامّة)، ومتى کان الأمر کذلک وجب أن یکون ذلک الإمام هو علی بن أبی طالب (لأنّ کلّ من أثبت بهذه الآیة إمامة شخص قال: إنّ ذلک الشخص هو علی، مضافاً إلى أنّ الرّوایات تظاهرت على أنّ هذه الآیة نزلت فی حقّ علی) ... ـ إلى أن قال ـ «لا نسلّم أنّ الولایة المذکورة فی الآیة غیر عامّة ولا نسلّم أنّ کلمة إنّما للحصر، والدلیل علیه قوله (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا کَمَاء أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ) ولا شکّ أنّ اللعب واللهو قد یحصل فی غیرها»(2).

والجواب عنه:

أوّلا: أنّ مجرّد الاستعمال لیس دلیلا على الحقیقة ولا على المجاز کما مرّ کراراً.

ثانیاً: أنّ الحصر فی الآیة إضافی، والمقصود منه زوال الدنیا وعدم ثباتها، أی أنّ الحیاة الدنیا بالإضافة إلى أمر الثبات وعدم الثبات منحصرة فی عدم الثبات، فمثلها فی هذه الجهة مثل: (کَمَاء أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الاَْرْضِ مِمَّا یَأْکُلُ النَّاسُ وَالاَْنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الاَْرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّیَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَیْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَیْلا أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِیداً کَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالاَْمْسِ)(3).

هذا ـ مضافاً إلى أنّ کلامه ینتقض بما ورد فی الحیاة الدنیا فی آیات الکتاب بکلمة «إلاّ» نظیر قوله تعالى (وَمَا الْحَیَاةُ الدُّنْیَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ)(4) وقوله سبحانه: (وَمَا هَذِهِ الْحَیَاةُ الدُّنْیَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ)(5) حیث لا شبهة فی إفادة کلمة «إلاّ» الحصر ولا ینکرها أحد فیما نعلم إلاّ أبو حنیفة.

بقی هنا شیء

وهو أنّ دلالة کلمة «إنّما» على الحصر أیضاً لیست بالمفهوم بل هی بالمنطوق حیث إنّها بمنزلة کلمة «فقط» أو کلمة «منحصراً» فکما إنّه لا إشکال فی أنّ دلالتهما على الحصر یکون من باب المنطوق کذلک ما تقوم مقامهما.


1. سورة المائدة: الآیة55.
2. التفسیر الکبیر: ج12، ص26 ـ 30، طبع دار الکتب العلمیة طهران ـ الطبعة الثانیة.
3. سورة یونس: الآیة24.
4. سورة الأنعام: الآیة32.
5. سورة العنکبوت: الآیة64.

 

4 ـ الکلام فی مفهوم الحصرومن أداة الحصر کلمة «بل»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma