الطائفة الاُولى: روایات لا شکّ فی کونها مجعولة غیر معقولة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوار الاُصول (الجزء الثانی)
أدلّة القائلین بالتحریف ونقدهاقیمة کتاب فصل الخطاب!!

 

منها: ما روی عن الاحتجاج(1) عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی جواب زندیق الذی سأله عن عدم التناسب بین الشرط والجزاء فی قوله تعالى فی صورة النساء: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِی الْیَتَامَى فَانکِحُوا مَا طَابَ لَکُمْ مِنَ النِّسَاءِ)(2): «وأمّا ظهورک على تناکر قوله: فإن خفتم ألاّ تقسطوا فی الیتامى ولیس یشبه القسط فی الیتامى بنکاح النساء ولا کلّ النساء أیتاماً فهو ممّا قدّمت ذکره من اسقاط المنافقین من القرآن وبین القول فی الیتامى وبین نکاح النساء من الخطاب والقصص أکثر من ثلث القرآن»(3).

فإنّ هیهنا نکات لا بدّ من ملاحظتها:

أوّلا: کیف یمکن أن یحذف من القرآن الذی کان یقرأ لیلا ونهاراً وکان له أربعة عشر أو أکثر من أربعین کاتباً ومئات من القرّاء والحفّاظ، الآلاف من آیاته فإنّ هذا أمر مستحیل عادةً لا یتفوّه به عاقل.

ثانیاً: ما هو الوجه والداعی لحذف هذه الآیات فی خصوص ذلک المورد وهو ما بین شرط وجزاء، فلا یتصوّر له وجه ولا یوجد له داع.

ثالثاً: یوجد هنا ربط واضح بین الشرط والجزاء یتّضح لنا بملاحظة شأن نزول هذه الآیة فقد ذکر له وجوه ستّة(4) عمدتها أربعة:

الوجه الأوّل: أنّهم کانوا فی الجاهلیة یأخذون إلیهم الأیتام الصغیرة من النساء، وذلک لقلّة صداقهنّ أو عدم صداق لهنّ أوّلا، ولأنّ لهم أموالا کثیرة ثانیاً فیتزوّجون بهنّ ویأکلون أموالهنّ إلى أموالهم ثمّ لا یقسطون فیهنّ وربّما أخرجوهنّ بعد أکل مالهنّ فیصرن عاطلات ذوات مسکنة لا مال لهم یرتزقن منه ولا راغب فیهنّ فیتزوجنّ، وقد شدّد القرآن الکریم النکیر على هذا الدأب الخبیث والظلم الفاحش وأکّد النهی عن ظلم الیتامى وأکل أموالهم ضمن آیات عدیدة فأعقب ذلک أنّ المسلمین أشفقوا على أنفسهم وخافوا خوفاً شدیداً حتّى أخرجوا الیتامى من دیارهم خوفاً من الابتلاء بأموالهم والتفریط فی حقّهم، فنزلت هذه الآیة وهی واقعة موقع التأکید بالنسبة إلى النهی الواقع فی تلک الآیات، والمعنى: «اتّقوا أمر الیتامى ولا تتبدّلوا خبیث أموالکم بطیّب أموالهم ولا تأکلوا أموالهم إلى أموالکم حتّى أنّکم إن خفتم أن لا تقسطوا فی الیتیمات منهم ولم تطب نفوسکم أن تنکحوهنّ وتتزوّجوا بهنّ فدعوهنّ وانکحوا نساءً غیرهنّ ما طاب لکم مثنى وثلاث ورباع، فقول (فَانکِحُوا مَا طَابَ لَکُمْ مِنَ النِّسَاءِ) فی معنى قولنا «إن لم تطب لکم الیتامى للخوف من عدم القسط فلا تنکحوهنّ وانکحوا نساءً غیرهنّ».

الوجه الثانی: أنّهم کانوا یشدّدون فی أمر الیتامى ولا یشدّدون فی أمر النساء فیتزوجون منهنّ عدداً کثیراً ولا یعدلون بینهنّ فقال تعالى: إن کنتم تخافون أمر الیتامى فخافوا فی النساء أیضاً فانکحوا منهنّ واحدة إلى أربع.

الوجه الثالث: أنّه کان الرجل منهم یتزوّج بالأربع والخمس وأکثر، ویقول: ما یمنعنی أن أتزوّج کما تزوّج فلان فإذا فنى مال نفسه مال إلى مال الیتیم الذی فی حجره فنهاهم الله عن أن یتجاوز والأربع لئلاّ یحتاجوا إلى أخذ مال الیتیم ظلماً.

الوجه الرابع: أنّ المعنى «إن خفتم أن لا تقسطوا فی الیتیمة المربّاة فی حجورکم فانکحوا ما طاب لکم من النساء ممّا أُحلّ لکم من یتامى قرباتکم مثنى وثلاث ورباع».

فعلى هذا یکون ربط الشرط والجزاء هنا ظاهر لمن تدبّر الآیات السابقة واللاحقة علیها وما ورد فی شأن نزولها، فلا یبقى موضع لتقدیر واحدة من الآیات فضلا عن القول باسقاط ثلث القرآن بینها والعیاذ بالله.

ومنها: ثلاث روایات تدلّ على حذف إثنى عشر ألف آیة، وقد نقل بعضها حتّى فی مثل کتاب الکافی للکلینی (رحمه الله) وذکرها المحدّث النوری فی فصل الخطاب ضمن الدلیل الحادی عشر على التحریف:

أحدها: ما رواه هشام بن سالم عن أبی عبدالله (علیه السلام) قال: «إنّ القرآن الذی جاء به جبرئیل إلى محمّد(صلى الله علیه وآله) سبعة عشر ألف آیة»(5).

ثانیها: ما رواه المولى محمّد صالح المازندرانی فی شرح الکافی عن کتاب سلیم بن قیس الهلالی أنّ أمیر المؤمنین (علیه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله علیه وآله) لزم بیته وأقبل على القرآن یجمعه ویؤلّفه فلم یخرج به من بیته حتّى جمعه کلّه وکتب على تنزیله الناسخ والمنسوخ منه والمحکم والمتشابه والوعد والوعید وکان ثمانیة عشر ألف آیة(6).

ثالثها: ما رواه أحمد بن محمّد السیاری فی کتاب القراءات عن علی بن الحکم عن هشام بن سالم قال قال أبو عبدالله (علیه السلام): «القرآن الذی جاء به جبرئیل (علیه السلام)إلى محمّد (صلى الله علیه وآله) عشرة ألف آیة».

قال المحدّث النوری(رحمه الله) بعد نقل هذه الرّوایة فی فصل الخطاب: «کذا فی نسختی وهی سقیمة والظاهر سقوط کلمة سبعة لاتّحاده متناً وسنداً لما فی الکافی بل لا یبعد کون ما فیه مأخوذاً منه فإنّ محمّد بن یحیى یروی عن السیاری، أو ثمانیة لمطابقته للموجود فی کتاب سلیم»(7).

منها: ما رواه زرّ قال: قال اُبی بن کعب یازرّ: کأیّن تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: ثلاث وسبعین آیة وقال: «إن کانت، لتضاهى سورة البقرة أو هی أطول من سورة البقرة ...»(8). فسقطت منها 213 آیة وهی تعادل 43 مجموع هذه السورة.

ومنها: سورة نقلها المحدّث النوری(رحمه الله) فی فصل الخطاب عن کتاب یسمّى بدبستان المذاهب وحکاها المیرزا الآشتیانی(رحمه الله) فی حاشیته على الرسائل (بحر الفوائد) أیضاً.

ففی فصل الخطاب: «صاحب کتاب دبستان المذاهب بعد ذکر اُصول عقائد الشیعة ما معناه: وبعضهم یقولون أنّ عثمان أحرق المصاحف وأتلف السور التی کانت فی فضل علی وأهل بیته(علیهم السلام) منها هذه السورة (ثمّ ذکر ما سمّاه بعضهم بسورة الولایة التی تلوح منه آثار الجعل والتزویر کما یأتی الکلام فیه)، ثمّ ذکر بعد ذلک ما نصّه: قلت ظاهر کلامه أنّه أخذها من کتب الشیعة ولم أجد لها أثراً فیها غیر أنّ الشیخ محمّد بن علی بن شهر آشوب المازندرانی ذکر فی کتاب المثالب على ما حکی عنه أنّهم أسقطوا من القرآن تمام سورة الولایة ولعلّها هذه السورة والله العالم»(9).

أقول: لم تنقل هذه السورة (کما صرّح به المحدّث نفسه) فی کتاب آخر غیر کتاب دبستان المذاهب، وصاحب هذا الکتاب مجهول مجهول، وقیل: لعلّه مجوسیّ لأنّ أکثر مطالب کتابه ناظرة إلى مقالات المجوس، وکأنّه أراد بذلک الازراء على المسلمین وإیراد النقص على الکتاب العزیز الذی هو أساس الإسلام والدعوة المحمّدیّة.

ویؤیّد ذلک ما حکى مؤلّف کتاب «برهان روشن»(10) عن بعض الأعاظم من العلماء أنّ مؤلّف هذا الکتاب (دبستان المذاهب) من الملاحدة، وکان مقصوده من تألیفه هذا ـ إیجاد الاختلاف بین المسلمین.

کما أنّ من تأمّل فی محتوى هذه السورة وکان له أنس مع سیاق آیات القرآن الکریم یرى تعبیة ما یقرب من ثلاثین آیة من آیات الکتاب الکریم ضمنها بدون تناسب ولا تلائم بینها وبین بقیة آیات السورة ممّا یشیر إلى أنّه أضافها إلیها.

ومنها: ما رواه سعد بن عبدالله القمّی(رحمه الله) قال: «وقرأ أحد سورة الحمد على أبی عبدالله فردّ علیه وقال: اقرأ: صراط من أنعمت علیهم غیر المغضوب علیهم وغیر الضالّین»(11).

منها: ما رواه سعد بن عبدالله القمّی قال: وقوله تعالى فی سورة عمّ یتساءلون: (وَیَقُولُ الْکَافِرُ یَا لَیْتَنِی کُنتُ تُرَاباً) إنّما هو: «یالیتنی کنت ترابیّاً» وذلک أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) کنّى أمیر المؤمنین (علیه السلام) بأبی تراب(12).

هذه هی الطائفة الاُولى من الرّوایات التی استدلّ بها على التحریف، وهی روایات لا تعقل صحّتها ولا شکّ فی کونها مجعولة مدسوسة.

أمّا روایة الاحتجاج وما نقلناه من کتاب دبستان المذاهب فقد مرّ الجواب عنهما، وأمّا روایة ما قبل الأخیرة فلأنّ سورة الحمد لا تزال تقرأ بین المسلمین من أی فرقة کانوا لیلا ونهاراً وفی کلّ زمان ومکان، ولا أقلّ من قراءتها فی کلّ یوم عشر مرّات فی صلواتهم، فکیف یتصوّر تحریفها بما ذکر فی هذه الرّوایة؟ وکذلک روایة اُبی بن کعب بالنسبة إلى سورة الأحزاب، لأنّه لا یعقل حذف هذا المقدار الکثیر من سورة واحدة مع شدّة اهتمام المسلمین بها وحفظهم لها.

وأمّا روایة سعد بن عبدالله القمّی بالنسبة إلى قوله: «یالیتنی کنت تراباً» فلأنّ بیان هذا المعنى بتلک العبارة رکیک جدّاً لا یلائم فصاحة القرآن وبلاغته.

تبقى الرّوایات الدالّة على حذف آلاف من الآیات فالجواب عنها:

أوّلا: ما مرّ من أنّه لا یعقل إسقاط عشرة آلاف بل أکثر من الآیات مع اهتمام کثیر بحفظها وجمعها وتلاوتها لیلا ونهاراً، ولا یتفوّه بذلک عاقل.

وثانیاً: ما یتمّ بیانه فی ترجمة راوی بعض هذه الرّوایات وموقف کتاب فصل الخطاب:

أمّا الراوی فهو أحمد بن محمّد السیاری الذی نقل کثیراً من الرّوایات الواردة فی کتاب

فصل الخطاب (وهی 188) روایة بناءً على إحصاء مؤلّف کتاب «برهان روشن») بحیث ینبغی أن یلقّب ببطل التحریف، وقد عبّر المحدّث النوری(رحمه الله) عن هذه الرّوایات بالروایات المعتبرة مع أنّ أحمد بن محمّد السیاری کما صرّح به علماء الرجال: ضعیف فاسد المذهب مجهول الرّوایة کثیر المراسیل(13

)، فمع کونه بهذه الدرجة من فساد العقیدة وکذب الأقوال کیف یکون أمیناً على التنزیل ویقبل قوله بعنوان کلمات المعصومین.


1. وقد نقل هذه الرّوایة المیرزا القمّی(رحمه الله) فی القوانین والمیرزا الآشتیانی(رحمه الله) فی تعلیقته على الرسائل وکلّ من کتب فی ردّ تحریف الکتاب شیئاً.
2. سورة النساء: الآیة 3.
3. الاحتجاج: ج 1، ص 377; وبحار الأنوار: ج 92، ص 47.
4. راجع تفسیر مجمع البیان: ذیل هذه الآیة.
5. فصل الخطاب للمحدّث النوری(رحمه الله): أوائل الدلیل الحادی عشر.
6. المصدر السابق:
7. فصل الخطاب للمحدّث النوری(رحمه الله): أوائل الدلیل الحادی عشر.
8. البیان: ص 222، نقلا عن منتخب کنز العمّال بهامش مسند أحمد: ج 2، ص 43.
9. فصل الخطاب: أواخر الدلیل الثامن.
10. للحاج المیرزا البروجردی.
11. فصل الخطاب: الدلیل الثانی عشر سورة الفاتحة.
12. المصدر السابق: الدلیل الثانی عشر سورة النبأ.
13. راجع الفهرست للشیخ; ورجال النجاشی; والخلاصة للعلاّمة.
أدلّة القائلین بالتحریف ونقدهاقیمة کتاب فصل الخطاب!!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma