المقدمة الاُولى: فی أشکال التحریف

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوار الاُصول (الجزء الثانی)
الکلام فی عدم تحریف الکتاب العزیزالمقدمة الثانیة: فی الأقوال فی المسألة

إنّ التحریف على قسمین: لفظی ومعنوی، فاللفظی ینقسم إلى ثلاثة أقسام: أحدها: التحریف بالزیادة، والثانی: التحریف بالنقصان، والثالث: التحریف بالتبدیل والتغییر.

والمعنوی ینقسم أیضاً إلى قسمین: فتارةً یکون بتغییر المعنى کما إذا قیل: إنّ الولیّ فی قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِیُّکُمْ اللهُ وَرَسُولُهُ والمؤمنون...) بمعنى الصدیق والحبیب لا بمعنى المولى الحاکم والولی فی التصرّف، واُخرى بتطبیقه على غیر مورده نظیر ما یحکى عن معاویة فی قصّة سمرة بن جندب فی قوله تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) فطلب منه أن یعلن أنّ هذه الآیة نزلت فی عبدالرحمن بن ملجم أشقى الآخرین وقاتل علی (علیه السلام)بالسیف وإنّ قوله تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْف) نزل ـ العیاذ بالله ـ فی علی (علیه السلام)وقد فعله سمرة بعد أن أخذ منه مائة الف من الدراهم من بیت مال المسلمین(1).

والتحریف اللفظی بالزیادة أیضاً على أقسام: التحریف بزیادة حرف، والتحریف بزیادة کلمة، أو زیادة جملة، أو آیة أو سورة، وهکذا التحریف بالنقیصة، کما أنّ التحریف بالتغییر على أنواع: التحریف بتغییر حرکة (اعراب) والتحریف بتغییر حرف أو حروف (کما یحکى فی قصّة أهل انطاکیة فی عهد أحد الخلفاء حیث قدموا إلیه وطلبوا منه أن یبدّل قوله تعالى فی سورة الکهف: (فَأَبَوْا أَنْ یُضَیِّفُوهُمَا)بقولهم «فأتوا أن یضیّفوهما» حتّى یرتفع النقص والازراء عن أهل بلدهم) والتحریف بتقدیم کلمة أو آیة أوتأخیرهما.

هذه هی الأقسام الخمسة الأصلیة من التحریف.

ولا إشکال فی وقوع التحریف المعنوی بکلا قسمیه فی مرّ التاریخ بأیدی الأعداء والطواغیت، وفی یومنا هذا ببعض الطوائف الضالّین المضلّین المنحرفین.

أمّا التحریف اللفظی فالتحریف بالزیادة مجمع على بطلانه ولم یقل به أحد، والظاهر أنّ سببه کون القرآن فی حدّ من النظم والاعجاز بحیث لو اُضیف إلیه شیء یعرف عادةً، وأمّا التحریف بالتغییر فهو ممنوع أیضاً بالنسبة إلى التغییر بالحرکة والاعراب إن قلنا بتواتر القراءات السبعة وأنّ جمیعها نزل بها الروح الأمین وأنّ سلسلة إسنادها تصل إلى النبی (صلى الله علیه وآله)، وأمّا إن قلنا بأنّ القرآن نزل على قراءة واحدة فلا یمکن نفس هذا النوع لأنّه کان على قراءة واحدة فی السابق وصار الآن على قراءات سبعة، ومنشأ هذا أنّه کان یکتب بلا إعراب ثمّ اُعربت ألفاظها فی الأزمنة اللاحقة فوقع فیه هذا الاختلاف قهراً.

بقى التحریف بالنقصان أو بتغییر کلمة أو حرف، وهو المشهور فی محلّ النزاع ومحوراً للبحث فی الکلمات فقد یقال بوقوعه فی القرآن إمّا بنقصان کلمة ککلمة «یاأیّها الرسول» أو بنقصان آیة أو سورة أو سورتین، أو نقصان ثلث الکتاب أو أکثر من ذلک بما یأتی فیه من الأقوال والاستدلالات.


1. راجع القواعد الفقهیّة، قاعدة لا ضرر.

 

الکلام فی عدم تحریف الکتاب العزیزالمقدمة الثانیة: فی الأقوال فی المسألة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma