وقد ذکر لها ثلاثة معان:
أحدها: الإضراب عن الخطأ، أی الدلالة على أنّ المضروب عنه وقع عن غفلة أو غلطاً، نحو «جاءنی زید بل عمرو»، ولا دلالة لها حینئذ على الحصر، وهو واضح.
ثانیها: الإضراب عن الفرد الضعیف إلى الفرد القوی أو للدلالة على تأکید المضروب عنه وتقریره، کقولک: «أنت لا تقدر على ذلک بل ولا أبوک» وقولک: «زید لا یقدر على الجواب عن هذا بل ولا أعلم منه» وهذا أیضاً کالسابق.
ثالثها: الدلالة على الردع وإبطال ما ثبت أوّلا کما فی قوله تعالى: (أَمْ یَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ)(1) وقوله سبحانه: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُکْرَمُونَ)(2)،
فقال بعض بدلالة هذا القسم على الحصر بل المحقّق الخراسانی (رحمه الله) ادّعى وضوح دلالته علیه.
لکن الإنصاف أنّها لا تدلّ علیه أیضاً بنفسها بل دلالتها علیه إنّما تکون بمساعدة قرینة المقام.
هذا ـ مضافاً إلى أنّ الحصر المستفاد منها فی هذه الموارد إضافی غالباً.