وهو ما یستفاد من بعض کلمات المحقّق النائینی (رحمه الله) من إنکاره القطع الموضوعی المأخوذ على نحو الصفتیة فی لسان الأدلّة الشرعیّة، وأنّه لم نجد فی الأحکام الفقهیّة حکماً أخذ فی موضوعه القطع على نحو الصفتیة.
فنقول فی جوابه: إن کان المراد من القطع المأخوذ على نحو الصفتیة تلک الدرجة العالیة من العلم أی حالة المائة فی المائة فیمکن أن یحمل علیها ما ورد فی باب الشهادات عن علی بن غیاث عن أبی عبدالله (علیه السلام) قال: لا تشهدنّ بشهادة حتّى تعرفها کما تعرف کفّک»(1). وما ورد أیضاً عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) وقد سئل عن الشهادة قال: هل ترى الشمس؟ على مثلها فاشهد أو دع»(2).
وإن کان المراد منه القطع بما أنّه صفة کمالیّة للنفس فیمکن أیضاً أن یحمل علیه ما ورد فی بعض الرّوایات من استحباب إکرام العالم أو استحباب النظر إلى وجه العالم حیث إن العلم فی هذین الحکمین لم یؤخذ بما أنّه کاشف لغیره بل بما أنّه نور فی نفسه وصفة کمالیّة للنفس کما لا یخفى.