فقد یقال فیها أیضاً أنّ دلالتها على العموم واستیعاب المدخول یتمّ بمعونة مقدّمات الحکمة المحرزة بها سعة المدخول وإرساله، واستشهد لذلک بعدم دلالتها فی صورة تقیید مدخولها على أزید من المقدار المقیّد فقولک: «أکرم کلّ رجل عالم» یدلّ على إکرام الرجال العدول فقط لا مطلق الرجال.
وقد یقال بأنّها ظاهرة فی العموم من دون حاجة إلى مقدّمات الحکمة وهو الصحیح کما قال به فی المحاضرات - ولنعم ما قال ـ : «إنّ لفظة «کلّ» أو ما شاکلها تدلّ بنفسها على إطلاق مدخولها وعدم أخذ خصوصیّة فیه ولا یتوقّف ذلک على إجراء المقدّمات، ففی مثل قولنا «أکرم کلّ رجل» تدلّ لفظة «کلّ» على سرایة الحکم إلى جمیع من ینطبق علیه الرجل من دون فرق بین الغنی والفقیر والعالم والجاهل وما شاکل ذلک، فتکون هذه اللفظة بیان على عدم أخذ خصوصیّة وقید فی مدخولها»(1).