وهو تشرّف الأوحدی من العلماء بمحضر الإمام (علیه السلام) فی زمان الغیبة واستفساره عن بعض المسائل المشکلة، ثمّ إعلانه رأی الإمام(علیه السلام) بشکل الإجماع لأنّه یعلم أنّ مدّعی الرؤیة لا یقبل قوله بل لابدّ من تکذیبه کما فی الحدیث، فیعلن حکم الإمام بصورة الإجماع ویقول مثلا: هذا ثابت بالإجماع.
إن قلت: کیف یمکن الجمع بین ما حکی متظافراً أو متواتراً من تحقّق رؤیته (علیه السلام) لبعض عدول الثقات، وبین ما ورد فی بعض الرّوایات من الأمر بتکذیب مدّعى الرؤیة.
قلنا: لا یبعد أن تکون الرّوایات الآمرة بالتکذیب ناظرة إلى من یدّعی نیابة أو رسالة أو حکماً، وأمّا مجرّد دعوى الرؤیة بدون ذلک فلا دلیل على تکذیبه.
ولکن غایة ما یقتضیه هذا البیان هو إمکان الإجماع التشرّفی ثبوتاً، وأمّا فی مقام الإثبات فلم نجد مصداقاً له فی ما بأیدینا من الإجماعات المنقولة.