أمّا الطائفة الاُولى: النهی عن العمل بالرأی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوار الاُصول (الجزء الثانی)
المسألة السابعة: هل القطع الحاصل من المقدّمات العقلیّة، هو حجّة؟أمّا الطائفة الثانیة: ما تدّل على غایة بعد العقول عن دین الله

فمنها: ما روی عن أبی جعفر (علیه السلام): «من أفتى الناس برأیه فقد دان الله بما لا یعلم ومن دان الله بما لا یعلم فقد ضادّ الله حیث أحلّ وحرّم فیما لا یعلم»(1).

ومنها: ما روی عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی کلام له: إنّ المؤمن لم یأخذ دینه عن رأیه ولکن أتاه من ربّه فأخذ به(2).

ومنها: ما رواه غیاث بن إبراهیم عن الصادق عن آبائه عن أمیر المؤمنین (علیه السلام)أنّه قال فی کلام له: «الإسلام هو التسلیم ـ إلى أن قال ـ أنّ المؤمن أخذ دینه عن ربّه ولم یأخذه عن رأیه»(3).

ومنها: ما رواه فی الاحتجاج عن أبی عبدالله (علیه السلام) أنّه قال لأبی حنیفة فی احتجاجه علیه فی إبطال القیاس: «أیّما أعظم عندالله؟ القتل؟ أو الزنا؟ قال بل القتل فقال (علیه السلام): فکیف رضى فی القتل بشاهدین ولم یرض فی الزنا إلاّ بأربعة؟ ثمّ قال له: الصّلاة أفضل أم الصّیام؟ قال: بل الصّلاة أفضل قال (علیه السلام) فیجب على قیاس قولک على الحائض قضاء ما فاتها من الصّلاة فی حال حیضها دون الصّیام وقد أوجب الله علیها قضاء الصّوم دون الصّلاة، ثمّ قال له: البول أقذر أم المنی؟ فقال البول أقذر فقال: یجب على قیاسک أن یجب الغسل من البول دون المنی، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المنی دون البول ـ إلى أن قال (علیه السلام): تزعم أنّک تفتی بکتاب الله ولست ممّن ورثه وتزعم أنّک صاحب قیاس، وأوّل من قاس إبلیس ولم یُبْنَ دین الله على القیاس وزعمت أنّک صاحب رأی وکان الرأی من الرسول (صلى الله علیه وآله) صواباً ومن غیره خطأً لأنّ الله تعالى قال: (فَاحْکُمْ بَیْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ) ولم یقل ذلک لغیره»(4). الحدیث.

ومنها: ما رواه یحیى البکّاء عن علی (علیه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «ستفترق اُمّتی على ثلاث وسبعین فرقة منها ناجیة والباقون هالکون والناجون الذین یتمسّکون بولایتکم، ویقتبسون من علمکم ولا یعملون برأیهم فاُولئک ما علیهم من سبیل»(5). الحدیث.

ومنها: ما رواه معاویة بن میسرة بن شریح قال: شهدت أبا عبدالله (علیه السلام) فی مسجد الحنیف وهو فی حلقة فیها نحو من مائتی رجل وفیهم عبدالله بن شبرمة فقال له: یا أبا عبدالله إنّا نقضی بالعراق فنقضی بالکتاب والسنّة ثمّ ترد علینا المسألة فنجتهد فیها بالرأی ـ إلى أن قال ـ : فقال أبو عبدالله (علیه السلام): فأیّ رجل کان علی بن أبی طالب (علیه السلام)؟ فأطراه ابن شبرمة وقال فیه قولا عظیماً. فقال له  أبو عبدالله (علیه السلام): «فإنّ علیاً أبى أن یدخل فی دین الله الرأی وأن یقول فی شیء من دین الله بالرأی والمقاییس ـ إلى أن قال ـ : لو علم ابن شبرمة من أین هلک الناس ما دان بالمقاییس ولا عمل بها»(6).

ومنها: ما رواه طلحة بن زید عن أبی عبدالله عن أبیه (علیه السلام) قال، قال: أمیر المؤمنین (علیه السلام): «لا رأی فی الدین»(7).

ومنها: ما رواه أبو بصیر قال قلت لأبی جعفر (علیه السلام) ترد علینا أشیاء لا نجدها فی الکتاب والسنّة فنقول فیها برأینا فقال: «أما إنّک إن أصبت لم تؤجر وإن أخطأت کذبت على الله»(8).

ومنها: ما رواه زید فی حدیث أنّه لمّا نزل قوله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)السورة قال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «إنّ الله قضى الجهاد على المؤمنین فی الفتنة بعدی ـ إلى أن قال ـ : یجاهدون على الأحداث فی الدین إذا عملوا بالرأی فی الدین ولا رأی فی الدین إنّما الدین من الربّ أمره ونهیه»(9).

ومنها: ما رواه حبیب قال: قال لنا أبو عبدالله (علیه السلام): «ما أحد أحبّ إلیّ منکم إنّ الناس سلکوا سبلا شتّى منهم من أخذ بهواه ومنهم من أخذ برأیه وإنّکم أخذتم بأمر له أصل»(10).

ومنها: ما روی عن أبی محمّد الحسن بن علی (علیه السلام) أنّه سئل عن کتب بنی فضّال، فقال: «خذوا بما رووا وذروا ما رأوا»(11).

والجواب عنها: أنّها خارجة عن محلّ النزاع أی القطع الحاصل من المقدّمات العقلیّة بل هی ناظرة إمّا إلى الآراء والقیاسات الظنّیة کما تشهد علیه ما مرّ من روایة مسعدة بن صدقة عن أبی جعفر (علیه السلام) حیث ورد فیها: «ومن دان الله بما لا یعلم فقد ضادّ الله ففسّر الرأی فیها بما لا یعلم».

أضف إلى ذلک أنّ من لاحظ تاریخ فقه العامّة یرى أنّهم کانوا یعتقدون فی الفقه بخلأ فقهی (خلافاً لما ذهب إلیه علمائنا أجمع، فیتوهّمون أنّ هناک مسائل لم یبیّن حکمها فی الکتاب والسنّة ولم یرد فیه نصّ ویعبّرون عنها بما لا نصّ فیه) ولعدم جریان البراءة فیها عندهم یتمسّکون أوّلا بذیل القیاس إن وجدوا لها شبیهاً ونظیراً فی الفقه وإلاّ یلتجأون إلى الاستحسان والاجتهاد بمعنى جعل القوانین وفقاً لآرائهم، وهذا هو المقصود من الرأی الوارد فی هذه الطائفة من الرّوایات فهی ناظرة إلى هذا المعنى بحسب الحقیقة، وفی ضوء هذه النکتة التاریخیّة یتّضح المراد من هذه الأخبار.

وإن شئت قلت: هذا الإرتکاز الذهنی المتداول بینهم یکون بمنزلة قرینة لبّیة لتعیین المراد من الرأی الوارد فی هذه الطائفة.

ویشهد علیه أیضاً ترادف الآراء بالمقاییس فی لسان الرّوایات، فمن المسلّم أنّ المقصود من القیاس لیس هو قیاس الأولویّة الذی یکون قطعیّاً بل المراد منه القیاس الظنّی، فلیکن مترادفها أیضاً کذلک.

ومن هنا یظهر أیضاً أنّ المراد من التعبیر بالاجتهاد الوارد فی الرّوایات هو نفس العمل بالرأی والظنّ، لا تطبیق الاُصول على الفروع.

وأمّا أن تکون ناظرة إلى مقابلتهم الأئمّة والاستغناء عن مسألتهم، وله أیضاً شواهد: منها ما رواه یونس بن عبدالرحمن قال: قلت لأبی الحسن الأوّل (علیه السلام): بما أُوحّد الله؟ فقال: «یایونس لا تکوننّ مبتدعاً، من نظر برأیه هلک، ومن ترک أهل بیت نبیّه ضلّ، ومن ترک کتاب الله وقول نبیّه کفر»(12).

ومنها: ما مرّ من روایة حبیب ورد فیها: «منهم من أخذ برأیه وإنّکم أخذتم بأمر له أصل».


1. وسائل الشیعة: ح 12، من الباب 6، من أبواب صفات القاضی.
2. المصدر السابق: ح 14.
3. المصدر السابق: ح 21.
4. وسائل الشیعة: ح 28، الباب 6، من أبواب صفات القاضی.
5. المصدر السابق: ح 30.
6. المصدر السابق: ح 33.
7. المصدر السابق: ح 34.
8. المصدر السابق: ح 35.
9. المصدر السابق: ح 50.
10. وسائل الشیعة: ح 31، الباب 6، من ابواب صفات القاضی.
11. المصدر السابق: ح 13، الباب 11، من ابواب صفات القاضی.
12. وسائل الشیعة: ح 7، الباب 6، من أبواب صفات القاضی.

 

المسألة السابعة: هل القطع الحاصل من المقدّمات العقلیّة، هو حجّة؟أمّا الطائفة الثانیة: ما تدّل على غایة بعد العقول عن دین الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma