إنّ الذی یستظهر من الآیات والروایات هو القسم الأوّل فیکون الرسول الأعظم(صلى الله علیه وآله)فی الآیات المذکورة فی أوّل البحث مجرّد مبلّغ لإیصال الأوامر الإلهیّة إلى العباد، بل هو المتبادر من نفس کلمة «الرسول»، وحینئذ یجب على العباد الإطاعة وإمتثال الأوامر الشرعیّة وإن لم تصل إلیهم من جانب شخص الرسول بل وصلت إلیهم من طرق اُخرى.
ثمّ إنّ ثمرة البحث تظهر فی آیة الغضّ مثلاً إذا فرضنا عدم وصول أمر بغضّ البصر من جانب النّبی(صلى الله علیه وآله) إلینا، فیمکن حینئذ الاستدلال بهذه الآیة بناءً على أن یکون الأمر بالأمر بشیء أمراً بذلک الشیء کما مرّ أنّه کذلک، والفقهاء لا یزالون یستدلّون لحرمة النظر إلى الأجنبی وفروع هذه المسألة بإطلاق هذه الآیة، وقد لا یکون فی هذه الفروع دلیل إلاّ إطلاق هذه الآیة.