لاشکّ فی عدم حجّیة خبر الواحد فی اُصول الدین، لأنّ المقصود فیها الاعتقاد القطعی بمبانی الإسلام، ولا یحصل ذلک إلاّ بدلیل قطعی، والخبر الظنّی غیر واف بهذا المقصود.
أمّا اُصول الفقه، فهل یکفی فی إثبات مسائلها خبر الواحد أم لا؟ لم نر بحثاً واضحاً من أکابر الأصحاب فی ذلک، ومقتضى التحقیق عدم حجّیته فیه; لما عرفت من أنّ العمدة فی حجّیة خبر الواحد هو بناء العقلاء علیه، ومن البعید جدّاً رکونهم فی إثبات أصل من الاُصول الّتی تترتّب علیها مئات أو آلاف فرع من الفروع على خبر الواحد، بل یحتاج إثبات أمثال هذه الاُصول إلى دلیل أقوى من ذلک.
مثلاً الاستصحاب فی الأحکام الشرعیّة أصل یترتّب علیه أحکام کثیرة من أوّل أبواب الفقه إلى آخرها، فهل یمکن إثباته بمجرّد خبر واحد؟ کلاّ، فاللازم فی إثبات أمثال ذلک الرجوع إلى أخبار مستفیضة محفوفة بالقرائن، ولا أقلّ من الشکّ والأصل عدم الحجّیة.