هل الأمر المتعلّق بالأمر بفعل، أمر بذلک الفعل حتّى یجب على المکلّف إمتثاله إذا علم به وإن لم یصل الأمر الثانی ـ أی أمر الواسطة ـ إلیه، أو لا یکون أمراً بذلک الفعل ولا یجب على المکلّف الإمتثال ما لم یصل إلیه من طریق الواسطة؟
لا إشکال فی أنّ أمثلة الأمر بالأمر کثیرة فی الآیات والروایات نظیر قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ...)(1)، وقوله تعالى: (وَأمُرْ أهْلَکَ بِالصَلاة)(2)، وفی الروایات نظیر الوصایا الّتی تصدر من جانب المعصومین(علیهم السلام)إلى شیعتهم(3)، وعند العرف نظیر ما إذا قال المولى لابنه: «مُرْ زیداً أن یفعل کذا» فهل هذا أمر بذاک الفعل بحیث إذا علم زید بالأمر من قبل أن یأمره ابن المولى کان الإتیان به واجباً علیه، أو لا یکون أمراً به فلا یجب الإتیان ما لم یأمره ابن المولى؟».
ویقع الکلام فی مقامین: