وادّعاه السیّد المرتضى(رحمه الله)(1) وهو ظاهر الطبرسی فی مجمع البیان،(2) والسیّد المرتضى جعل بطلان حجّیة خبر الواحد بمنزلة القیاس فی کون ترک العمل به معروفاً من مذهب الشیعة.
واُجیب عنه بأنّ حجّیة خبر الواحد هو قول أکثر الأصحاب وعلیها سیرة أصحاب الأئمّة(علیهم السلام) کما یشهد علیها ما سیأتی بیانه من الروایات الحاکیة عن أحوال الرواة، خصوصاً ما ورد فیها من التعلیل بأنّ فلاناً ثقة، الدالّ على أنّ الملاک فی الحجّیة وثاقة الراوی.
نعم، ربّما یستشکل فی ثبوت السیرة بأنّها لو کانت فکیف لم یلتفت إلیها السیّد المرتضى(رحمه الله) مع قرب عهده إلى زمن المعصومین(علیهم السلام).
والجواب عن ذلک هو ما ذکره شیخ الطائفة(رحمه الله)، بأنّ معقد هذا الإجماع لیس هو الأخبار المحفوفة بالقرائن الشاهدة على صدقها وإن لم تصل إلى حدّ حصول العلم بالصدور، بل معقد هذا الإجماع هو الأخبار الّتی یرویها المخالفون، من دون احتفافها بما یورث الاطمئنان بصدورها عن المعصوم(علیه السلام)(3).
وعلى کلّ حال، لا شکّ فی بطلان دعوى الإجماع على عدم حجّیة خبر الواحد.