قیل فی تعریفه: إنّه انسباق المعنى إلى الذهن من حاقّ اللفظ(1)، ویراد من حاقّ اللفظ ما یقابل الانسباق الحاصل من وجود القرینة، وقیل غیر ذلک(2)، والمقصود واحد.
ثمّ إنّ التبادر علامة یعوّل علیها کلّ مستعلم فی اللّغة صغیراً کان أو کبیراً، بل أهل اللّغة أیضاً فی کثیر من الموارد حتّى الصبیّ عند تعلّمه من اُمّه وأبیه، فإنّ الصبیّ إذا رأى انسباق معنى إلى أذهان والدیه فیما إذا أطلق لفظ یستنتج أنّ هذا اللفظ وضع لذلک المعنى، مثلاً إذا سمع لفظ الماء من والدیه، ثمّ رأى إتیان هذه المادّة السیّالة یعلم الصبیّ أنّ معنى الماء لیس إلاّ هذا، وهکذا یعتمد فی فهم معانی الألفاظ غالباً، بل یکون هذا هو السبیل لمعرفة معانی الألفاظ للذین یتعلّمون لغة جدیدة بالمعاشرة مع أهلها، فالتبادر من أهمّ علائم الحقیقة والمجاز، فإنّه المدرک الوحید فی الغالب لفهم اللغات من أهلها.