4. بساطة مفهوم المشتقّ وترکّبه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
طریق الوصول إلى مهمّات علم الاُصول ج1
3. الأقوال فی المسألة 5. صفات الباری تعالى


والمراد من البساطة والترکیب هنا: البساطة والترکّب عند التحلیل المفهومی، فالمرکّب ما یکون مفهومه مشتملا على أجزاء بعد تحلیل مفهومه، وإن کان قبل ذلک وحدانیاً فی بدء النظر، والبسیط ما لیس کذلک.
ولا نرید منهما البساطة والترکّب عند التحلیل العقلی الفلسفی کتحلیل الإنسان لدى العقل إلى الحیوان والناطق; لأنّ الکلام فی المقام لفظی لا دخل للتحلیل العقلی فیه، لأنّه لا مدخل للعقل فی تعیین مفاهیم الألفاظ وفی تعیین الموضوع له، فیقع البحث فی أنّ مفهوم المشتقّ هل یکون مرکّباً من «ذات» و «مبدأ» بأن یقال: «المشتقّ» ذات ثبت له المبدأ، أو یکون عبارة عن مجرّد المبدأ اللا بشرط؟
وأهمّ الأقوال فی المسألة قولان:
أوّلهما: أنّ المشتقّ مرکّب من ثلاثة اُمور: الذات والمبدأ والنسبة، وهو المشهور بین القدماء(1).
ثانیهما: أنّه وضع للمبدأ اللابشرط عن الحمل فیکون بسیطاً، وهو المشهور بین المتأخّرین من الاُصولیین والفلاسفة(2).
والمختار هو الأوّل.
واستدلّ للقول ببساطة المشتقّ بوجوه:
منها: أنّ أخذ الذات یستلزم أن یکون هناک نسبتان فی قضیة واحدة فی عرض واحد، إحداهما نسبة تامّة بین الموضوع والمحمول، وثانیتهما نسبة ناقصة فی خصوص المحمول.
ویرد علیه: أنّه لیس کذلک، بل إحداهما فی طول الاُخرى، لأنّ النسبة فی المحمول ناقصة فی نفس الخبر، فتکون رتبته مقدّمة على النسبة التامّة بین المبتدأ والخبر، فإنّ للأجزاء تقدّم رتبی على الکلّ.
ومنها: إنّ أخذ الذات فی المشتقّ یستلزم التکرار فی الموصوف فجملة «زید قائم» تکون بمعنى: زید زید له القیام، وهو کما ترى.
وفیه: إنّه ینتقض بمثل «زید رجل عالم» الذی تکرّر فیه المبتدأ الموصوف بالصراحة، ولا کلام فی صحّته وحسنه.
والوجه فیه: أنّ المأخوذ فی المشتقّ هو ذات مبهم من جمیع الجهات الّتی تنطبق على المبتدأ ولا یکون نفس المبتدأ بعینه فلا یلزم حینئذ تکرار.
ومنها وجوه عقلیّة ذکرناها فی محلّها تفصیلاً مع ما یرد علیها(3)، إلاّ أنّ الاستدلال بها خروج عن طور البحث، فإنّ البحث هنا لفظی ولا ینبغی جرّ المسائل الفلسفیّة إلى الأبحاث اللفظیّة.
ویدلّ على القول المختار اُمور:
الأوّل: التبادر عند العرف فإنّهم إذا سئلوا عن معنى الضارب مثلا یقولون: معناه «الذی یضرب»، والقاتل هو «الذی یقتل».
الثانی: صحّة حمل المشتقّ على الذات، وهی کاشفة عن أخذ الذات فیه، لأنّ الحمل یحتاج إلى اتّحاد بین الموضوع والمحمول وتلبّس الذات بالمبدأ لا یتصوّر من دون نسبة ناقصة.
الثالث: عدم تصوّر عدم أخذ الذات فی بعض المشتقّات، کاسم الزمان والمکان واسم الآلة.
ویؤیّد المختار عروض الصفات المختصّة بالذات على المشتقّ مثل التأنیث والتذکیر والإفراد والتثنیة والجمع، فیثنّى الضارب مثلا حینما تثنّى الذات، ویؤنّث حینما یکون الذات مؤنّثاً.


1 . شرح المطالع، ص 11 تعلیقة میر سید شریف، شرح العضدی على المختصر، ج 1، ص 173; المحصول للفخر الرازی، ج 1، ص 251.
2 . شرح تجرید القوشجی، ص 85 تعلیقة المحقّق الدوانی; کفایة الاُصول، ص 55; منتهى الاُصول، ج 1، ص147 ـ 150، واُنظر أیضاً: الحکمة المتعالیة، ج 6، ص 63 وما بعده، الشواهد الربوبیّة، ص 43.
3 . اُنظر کتابنا: أنوار الاُصول، ج 1، ص 189 ـ 193.

3. الأقوال فی المسألة 5. صفات الباری تعالى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma