کقول المولى «لا تعتق رقبة» وکقولک «ما جاءنی أحد»، والمشهور دلالتها على العموم(1)، واستدلّ له بأنّ مدلول النکرة هو طبیعة الأفراد، ولا تنعدم الطبیعة إلاّ بانعدام جمیع أفرادها(2).
واختار المحقّق الخراسانی(رحمه الله) أنّ دلالتها على العموم موقوفة على إحراز إطلاقها بمقدّمات الحکمة(3).
والأولى فی المقام إلفات النظر إلى ترکیب قول من سرق ماله مثلا: «لم یبق منه شیء» أو إلى قوله تعالى فی حکایة قول بلقیس: (مَا کُنْتُ قَاطِعَةً أمراً حَتّى تَشْهَدُونِ)(4) أو کلمة «لا إله إلاّ الله»، فإنّ المتبادر والمتفاهم العرفی کما یکون معتبراً فی المفردات فکذلک فی المرکّبات.
والوجدان شاهد على أنّ النکرة فی سیاق النفی أو النهی فی أمثال هذه التراکیب یتبادر منه العموم من دون حاجة إلى مقدّمات الحکمة.
1 . المحصول، للفخر الرازی، ج 2، ص 343; معارج الاُصول، ص 84; معالم الدین، ص 102; قوانین الاُصول، ج 1، ص 223.
2 . درر الفوائد، ج 1، ص 211; نهایة الاُصول، ص 320.
3 . کفایة الاُصول، ص 217.
4 . سورة النمل، الآیة 32.