قد ذکر من العلامات نصّ أهل اللّغة(1)، ولکنّه متوقّف على أمرین:
الأوّل: هنا بحث کبروی فی إثبات حجّیة تنصیصهم.
الثانی: بحث صغروی حول أنّ کلمات اللغویین هل تکون ناظرة إلى بیان المعانی الحقیقیّة، أو بیان لمطلق موارد الاستعمال؟
وحیث قد فرغنا عن الأمر الأوّل فیما سبق وقلنا بحجّیة قول الخبرة من علماء اللسان، ولو مع عدم حصول العلم منه، فلو فرضنا تنصیص أهل اللغة على کون اللفظة الفلانیة حقیقة فی معنى خاصّ، فلا ریب فی أنّ هذا التنصیص من أهمّ ما یمتاز به الحقیقة عن المجاز، هذا من ناحیة الکبرى.
أمّا من ناحیة الصغرى: فظاهر کلماتهم ـ على خلاف ما یتداول فی الألسن ـ أنّهم بصدد بیان المعانی الحقیقیّة، لا سیّما فی المعنى الذی یذکرونه مقدّماً على سائر المعانی.