قال فی تهذیب الاُصول ما حاصله: «إنّ فی الموصولات أیضاً نوعاً من الإشارة فمعانیها معان إیجادیّة، وضعت لإیجاد الإشارة إلى مبهم یتوقّع رفع إبهامه بالصلة»(1).
أقول: وزان الموصولات وزان ضمائر الغیبة ولا تدلّ على الإشارة أصلاً، والشاهد على ذلک قیام اسم الظاهر مقامها، فیقال بدل «جاء الذی قتل عمراً»: «جاء قاتل عمرو» وهی بذواتها مبهمة من جمیع الجهات إلاّ من ناحیة الصلة وإلاّ من ناحیة الإفراد والتثنیّة والجمع والتذکیر والتأنیث.
فالمعلوم عندنا من «الذی» فی المثال هو ذات مبهمة من جمیع الجهات إلاّ من ناحیة اتّصافها بأنّها قاتل عمرو، ولذلک یقوم وصف «القاتل» مقامها، والظاهر أنّ الموضوع له فیها أیضاً خاصّ.