تنبیه:
إنّ معانی الحروف وإن کانت غیر مستقلّة لا تلاحظ فی أنفسها، بل تلاحظ فی غیرها، لکن لیس هذا بمعنى الغفلة عنها وعدم النظر إلیها کما قیل، بل ربّما تکون هی المقصود بالبیان فقط، کما یقال: «هذا علیک لا لک» فیکون قصد المتکلّم فیها معنى «على» و «اللام»، ولا یکون غیرهما مقصوداً بالذات.
وسیأتی فی باب الواجب المشروط ثمرة هذه النکتة بالنسبة إلى القیود الواردة فی الجملة وأنّها هل ترجع إلى المادّة أو الهیئة؟ فقال بعض باستحالة رجوعها إلى الهیئة; لکونها من المعانی الحرفیّة(1)، وهی مغفول عنها لا ینظر إلیها، وشرحه فی محلّه.
والحاصل أنّه ظهر ممّا ذکرنا فی المقام أنّ عدم استقلال معانی الحروف لا یساوق عدم النظر إلیها وصیرورتها مغفولاً عنها، بل المراد قیامها بالطرفین فی الذهن والخارج، فلا إشکال فی جواز تقییدها بالقیود الواردة فی الکلام.