قد یقال: إنّ شهادة علماء الرجال على الوثوق وضعف الرواة غیر مقبول; لأنّهم کانوا غیر معاصرین للرواة الواردة أسمائهم فی الأسانید، مع أنّ المعتبر فی الشهادة الشهود بالعین والسماع بالاُذن والإدراک بالحسّ، کما ورد فی الحدیث: «لا تشهدنّ بشهادة حتّى تعرفها کما تعرف کفّک»(1)، وما ورد عن رسول الله(صلى الله علیه وآله)وقد سئل عن الشهادة «قال: هل ترى الشمس؟ على مثلها فاشهد أو دع»(2).
ولکن یمکن الجواب عنه: بأنّ الملاک فی الرجوع إلى علماء الرجال هو الملاک فی الرجوع إلى أهل الخبرة، ولا شکّ فی أنّهم من أهل الخبرة لهذا العلم ومعرفة الرواة بالأدلّة والقرائن الّتی وصلت إلیهم.
ومن الواضح أنّه لا یجب أن تکون معرفة أهل الخبرة مستنداً إلى الحسّ، کما أنّ الفقیه لا یستند فتواه إلى الحسّ، ومع ذلک فهو من أهل الخبرة ولذلک یرجع إلیه من لا معرفة له بهذا العلم من المقلِّدین.