المشهور أنّ هذه السورة مکیّة، ولکن صرح البعض أنّ الآیة 48 (وإذا قیل لهم ارکعوا لا یرکعون) مدنیة، ولکن لم یذکروا لذلک دلیلاً واضحاً، وإذا کانت مسألة الرکوع والصلاة سبباً لهذا الإستنباط فإنّ ذلک یبدو بعیداً، إذ کثیراً ما کان المسلمون یقیمون الصلاة مع الرکوع فی مکّة، على کلّ حال فإنّ أکثر محتویات هذه السورة تدور حول المسائل المرتبطة بالقیامة وتهدید وإنذار المشرکین والمنکرین، ومن خصائص هذه السورة تکرار الآیة: (ویل یومئذ للمکذبین) عشر مرات بعد کل موضوع جدید، وتنبىء السورة بعد ذکر الأقسام عن القیامة والحوادث الثقیلة والصعبة للبعث، ثمّ تذکر عقب ذلک هذه الآیة: (ویل یومئذ للمکذبین):
وتتحدث السورة أولاً عن الوقائع المؤسفة للأقوام المذنبین الأوائل.
ثمّ تتحدث ثانیاً عن جانب من خصوصیات خلق الإِنسان.
وفی المرحلة الثّالثة عن بعض المواهب الإلهیّة فی الأرض.
وفی الرّابعة تشرح السورة جانباً من عذاب المکذبین، وفی کل من هذه المراحل إشارة إلى مواضیع موقظة ومحرکة، ثمّ تأکید تلک الآیة بعد ذکر کلّ موضوع من هذه المواضیع، وحتى أنّه أشار فی قسم من ذلک إلى نعم الجنان للمتقین لیمزج الإنذار بالبشارة والترهیب بالترغیب.
على کل حال فإنّ هذا التکرار یذکر بتکرار بعض الآیات فی سورة الرحمن باختلاف أنّ الکلام هناک یدور عن النعم، أمّا فی هذه السورة فغالباً ما تتحدث عن عذاب المکذبین.
اختیار اسم (المرسلات) لهذه السورة هو لتناسبه مع الآیة الاُولى لهذه السورة.