استخدام مختلف الوسائل لهدایتهم، ولکن!!!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة نوح / الآیة 5 ـ 9 1ـ اُسلوب الإبلاغ ومنهجه

تتحدث هذا الآیات عن استمرار مهمّة نوح فی دعوته قومه ولکن هذه المرّة جاء الحدیث على لسانه مخاطباً ربّه وشاکیاً إلیه أمره معهم بعبارة مؤثّرة بلیغة.

خطاب نوح(علیه السلام) فی هذا الإطار یمکن أن یعبّد الطریق لکلّ المبلغین الرسالیین، فیقول: (قال ربّ إنّی دعوت قومی لیلاً ونهار).

وإنّنی لم أتوانى لحظة واحدة فی إرشادهم وإبلاغ الرسالة لهم، ثمّ یقول: (فلم یزدهم دعائی إلاّ فرار).

ومن العجیب أن تکون الدعوة سبباً لفرارهم، ولکن بما أنّ کلّ دعوة تحتاج إلى نوع من الإستعداد وصفاء القلب والتجاذب المتبادل فلیس عجیباً أن یکون هنا أثر معاکس فی القلوب الخاملة، وبمعنى آخر إنّ أعداء الحق المعاندین عندما یستمعون لدعوة المؤمنین الرسالیین یظهرون لهم المقاومة والإصرار على العناد، وهذا ما یبعدهم عن اللّه بصورة أکثر، ویقوی عندهم روح الکفر والنفاق.

وهذا ما اُشیر إلیه فی سورة الإسراء 82: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنین ولا یزید الظالمین إلاّ خسار).

وما نقرأ کذلک فی آیات هذا الکتاب السماوی أنّه سبب لهدایة المتقین: (...هدى

للمتقین).(1) ولهذا لابدّ أن یکون هناک مرحلة من التقوى فی وجود الإنسان وإن کانت ضعیفة، حتى یتهیأ لقبول الحقّ، هذه المرحلة هی مرحلة (الروح الباحثة عن الحقیقة) والإستعداد لتقبل کلمات الحق.

ثمّ إنّ نوح(علیه السلام) یضیف: (وإنّی کلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فی آذانهم واستغشوا ثیابهم وأصروا واستکبروا استکبار).

ولکی لا یسمعوا صوت الحق کانوا یضعون أصابعهم فی آذانهم، ویلفون ثیابهم حول أنفسهم أو یضعونها على رؤوسهم لئلا تصل أمواج الصوت إلى أدمغتهم! وربّما کانوا یتقنعون لئلا تقع أعینهم على الهیئة الملکوتیة لهذا النّبی العظیم، وفی الحقیقة کانوا یصرون على أن تتوقف الآذان عن السماع والعیون عن النظر!

وهذا فی الواقع أمر مدهش أن یصل الإنسان إلى هذه المرحلة من العداوة للحق إلى حدّ لا یعطی لنفسه فرصة النظر والسماع والتفکر!!

وقد ورد فی بعض التفاسیر أنّ بعض اُولئک المعاندین کان یذهب بابنه إلى نوح(علیه السلام)فیقول له: إحذر هذا لا یغوینک، فإنّ أبی قد جاء بی إلیه وأنا صغیر مثلک فحذّرنی مثل ما حذّرتک(2)، (حتى أکون ممن وفى بحق الوصیة وحبّ الخیر).

هذا یدل على أنّ نوح(علیه السلام) کان مستمراً فی دعوته الإلهیّة طوال عمره الشریف ولعدّة أجیال وکان لا یعرف التعب أبداً.

وکذلک تتضمّن الآیة الإشارة إلى أحد الأسباب المهمّة لتعاستهم وهو الغرور والتکبر، لأنّهم کانوا یرون أنفسهم أکبر من أن یتنازلوا لإنسان مثلهم، وإن کان ممثلاً عن اللّه وتقیّاً، ومهما کان قلبه عامراً بالعلم، فکان هذا الغرور والکبر أحد الموانع المهمّة والدائمة فی طریق الحق، ونحن نشاهد النتائج المشؤومة لذلک على طول التاریخ فی حیاة اُناس لا إیمان لهم.

واستمر نوح(علیه السلام) فی حدیثه عند المقام الإلهی، فیقول: (ثم إنّی دعوتهم جهار).

دعوتهم إلى الإیمان فی حلقات عامّة وبصوت جهور، ثمّ لم أکتفی بهذا: (ثمّ إنّی أعلنت لهم وأسررت لهم إسرار) قال بعض المفسّرین: إنّ نوح(علیه السلام) اتّبع فی دعوته ثلاثة أسالیب مختلفة حتى یستطیع من النفوذ فی هذا الجمع المعاند والمتکبر: کان یدعو أحیاناً فی الخفاء فواجه أربعة أنواع من الرفض (وضع الأصابع فی الآذان، تغطیة الوجوه بالملابس، الإصرار على الکفر، والاستکبار).

وکان یدعو أحیاناً بالإعلان، وأحیاناً اُخرى یستفید من طریق التعلیم العلنی والسری ولکن أیّاً من هذه الاُمور لم یکن مؤثر(3).

من المعلوم أنّ الإنسان إذا ما نهج طریق الباطل إلى حدّ تتعمق فی وجوده جذور الفساد وتنفذ فی أعماق وجوده حتى تتحول إلى طبیعة ثانیة فیه، فإنّه سوف لا تؤثر فیه دعوة الصالحین ولا ینفع معه خطابات رسل اللّه.


1. البقرة، 2.
2. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 361.3. تفسیر الکبیر، ج 30، ص 136.
سورة نوح / الآیة 5 ـ 9 1ـ اُسلوب الإبلاغ ومنهجه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma