یریدون قتلک... لکنّهم عاجزون

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
 سورة القلم / الآیة 51 ـ 52 هل أنّ إصابة العین لها حقیقة؟

هاتان الآیتان تشکّلان نهایة سورة القلم، وتتضمّنان تعقیباً على ما ورد فی بدایة السورة من نسبة الجنون إلیه (صلى الله علیه وآله) من قبل الأعداء.

یقول تعالى: (وإن یکاد الذین کفروا لیزلقونک بأبصارهم لمّا سمعوا الذکر ویقولون إنّه لمجنون).

«لیزلقونک» من مادّة (زلق) بمعنى التزحلق والسقوط على الأرض، وهی کنایة عن الهلاک والموت.

ثمّة أقوال مختلفة فی تفسیر هذه الآیة:

قال کثیر من المفسّرین: إنّ الأعداء حینما یسمعون منک هذه الآیات العظیمة للقرآن الکریم، فإنّهم یمتلئون غضباً وغلا، وتتوجّه إلیک نظراتهم الحاقدة وبمنتهى الغیظ، وکأنّما یریدون أن یطرحوک أرضاً ویقتلوک بنظراتهم الخبیثة الغاضبة.

وأضاف قسم آخر فی توضیح هذا المعنى، أنّهم یریدون قتلک بالحسد عن طریق العین، وهو ما یعتقد به الکثیر من الناس، لوجود الأثر المرموز فی بعض العیون والتی یمکن أن تؤثّر على الطرف الآخر بنظرة خاصّة تمیت المنظور.

وقال البعض الآخر: إنّها کنایة عن نظرات ملؤها الحقد والغضب، کما یقال عرفاً: إنّ فلاناً نظر إلیّ نظرة وکأنّه یرید إلتهامی أو قتلی.

ویوجد تفسیر آخر للآیة الکریمة یحتمل أن یکون أقرب التفاسیر، وهو أنّ الآیة الکریمة أرادت أن تظهر التناقض والتضادّ لدى هؤلاء المعاندین، وذلک أنّهم یعجبون

ویتأثّرون کثیراً عند سماعهم الآیات القرآنیة بحیث یکادون أن یصیبوک بالعین (لأنّ الإصابة بالعین تکون غالباً فی الاُمور التی تثیر الإعجاب کثیراً) إلاّ أنّهم فی نفس الوقت یتّهمونک بالجنون، وهذا یمثّل التناقض حقّاً، إذ أین الجنون ولغو الکلام وأین هذه الآیات المثیرة للإعجاب والنافذة فی القلوب؟

إنّ هؤلاء ذوی العقول المریضة لا یدرکون ما یقولون وما وقعوا فیه من التناقض فیما ینسبونه إلیک.

وعلى کلّ حال فإنّ ما یتعلّق بموضوع حقیقة إصابة العین وصحّتها ـ من وجهة النظر الإسلامیة أو عدمها، وکذلک من وجهة نظر العلوم الحدیثة، فهذا ما سنستعرضه فی البحوث التالیة إن شاء الله.

وأخیراً یضیف تعالى فی آخر آیة: (وما هو إلاّ ذکر للعالمین).

حیث إنّ معارف القرآن الکریم واضحة، وإنذاراته موقظة، وأمثاله هادفة، وترغیباته وبشائره مربّیة، وبالتالی فهو عامل وسبب لیقظة النائمین وتذکرة للغافلین، ومع هذا فکیف یمکن أن ینسب الجنون إلى من جاء به؟

وتماشیاً مع هذا الرأی فإنّ (ذکر) على وزن (فکر) تکون بمعنى (المذکّر). وفسّرها البعض الآخر بمعنى (الشرف)، وقالوا: إنّ هذا القرآن شرف لجمیع العالمین، وهذا ما هو وارد ـ أیضاً ـ فی قوله تعالى: (وإنّه لذکر لک ولقومک)(1).

إلاّ أنّ (الذکر) هنا بمعنى المذکّر والمنبّه، بالإضافة إلى أنّ أحد أسماء القرآن الکریم هو (الذکر) وبناءً على هذا، فإنّ التّفسیر الأوّل أصحّ حسب الظاهر.


1. الزخرف، 44.
 سورة القلم / الآیة 51 ـ 52 هل أنّ إصابة العین لها حقیقة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma