التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة المعارج / الآیة 8 ـ 18 سورة المعارج / الآیة 19 ـ 28

تضیف هذا الآیات على البحوث السابقة حول القیامة إیضاحات أکثر، حیث یقول اللّه تعالى: (یوم تکون السماء کالمهل)(1)، (وتکون الجبال کالعهن).

«المهل»: على وزن (قفل) وهو المذاب من المعدن کالنحاس والذهب وغیرهما، ویراد به أحیاناً دردی الزیت المتخلف من زیت الزیتون، وهذا هو ما یناسب المعنى الأوّل، وإن لم یکن هناک اختلاف فی مقام التشبیه.

«العهن»: مطلق الصوف المصبوغ ألوناً.

نعم، فی مثل ذلک الیوم تتلاشى السموات وتذوب، تتدکدک الجبال ثمّ تتناثر فی الهواء کالصوف فی مهب الرّیح، وبما أنّ الجبال ذات ألوان مختلفة فإنّها شبهت بالصوف المصبوغ بالألوان، ثمّ یتحقق عالم جدید وحیاة جدیدة للبشریة بعد کلّ هذا الخراب.

وعندما یحلّ یوم القیامة فی ذلک العالم الجدید فسیکون فیه الحساب عسیراً ومرعباً بحیث ینشغل کل بنفسه، ولا یفکر بالآخر حتى لو کان من خلّص اصدقائه وأحبائه: (ولا یسأل حمیم حمیم)(2).

الکلّ مشغول بنفسه، ویفکر بخلاص نفسه یقول فی سورة عبس 37: (لکلّ امریء منهم یومئذ شأن یغنیه)(3).

ولا یعنی ذلک أنّ الأصدقاء والأقرباء ینکر بعضهم بعضاً، بل إنّهم یعرفونهم ویقول تعالى: (یبصرونهم)(4)، غایة الأمر هو أنّ هول الموقف ووحشته لایدعه یفکّر بغیره.

وإکمالاً للحدیث وتوضیحاً لذلک الموقف الموحش، یضیف تعالى: (یود المجرم لو یفتدی من عذاب یومئذ ببنیه).

ولیس ببنیه فحسب بل، یودّ أن یفتدی العذاب بزوجته وأخیه أیضاً (وصاحبته وأخیه).

(وفصیلته التی تؤیه) أی عشیرته وأقرباءه الذین کان یأوی إلیهم فی الدنیا: (ومن فی الأرض جمیعاً ثمّ ینجیه).

نعم، إنّ عذاب اللّه شدید فی ذلک الیوم المهول الى حدّ یودّ الإنسان فیه أن یفدی أعزّته وهم أربع مجامیع: «الأولاد، الزوجات، الإخوان، عشیرته الأقربون الناصرون له» فیضحی بهم لخلاص نفسه، ولیس فقط اُولئک بل إنّه مستعد للإفتداء بمن فی الأرض جمیعاً لینجی نفسه!

«یود»: من (الود) على وزن (حبّ) أی یحب ویتمنى، ویقول الراغب: یمکن استعمال أحد المعنیان (بل الإثنان معاً).

«یفتدی»: من (الفداء) أی حفظ النفس من المصائب والمشاکل بوسیلة تسدید أو دفع شیء ما.

«الفصیلة»: هی العشیرة والعائلة التی انفصل وتولّد منها الإنسان.

«تؤیه»: من (الإیواء) من الشدائد واللجوء إلیها ویأوی إلیها فی النسب.

وقال بعض المفسّرین بأنّ (ثمّ) فی (ثمّ ینجیه) تدل على أنّهم یعلمون أنّ هذا الإفتداء لا ینفع شیئاً، وأنّه محال (لأنّ ثمّ تأتی عادة فی المسافة والبعد).

ولکنّه یجیب على کلّ هذه الأمانی والآمال فی قوله: (کل) أی لا تقبل الفدیة والإفتداء.

(إنّها لظى) نار ملتهبة تحرق کلّ من بجانبها وفی مسیرها.

(نزاعة للشوى) تقلع الید والقدم وجلد الوجه.

«لظى»: تعنی لهیب النّار الخالص، وهی اسم من أسماء جهنم أیضاً، یمکن الأخذ بالمعنیین الآیة.

«نزاعة»: أی أنّها تقتلع وتفصل بالتوالی.

و«شوى»: الأطراف کالید والرجل، وتأتی أحیاناً بمعنى الشواء، ولکن المراد هنا هو المعنى الأوّل، لأنّه عندما تتصل النّار المحرقة ولهیبها بشیء فإنّها تحرق وتفصل أوّلاً الأطراف والجوانب وفروع ذلک الشیء.

ویرى بعض المفسّرین أنّ الشوى هو جلد البدن، والبعض یقول أنّه اُم الرأس، والبعض الآخر: یفسّره بلحم الساق، وقد أجمع الجمیع على المعنى الأوّل الذی قلناه، والعجیب أنّه مع هذا الحال فلیس فی الأمر موت!

ثمّ یشیر إلى من یکون فریسة لمثل هذه النّار، فیقول: (تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى).

وبهذا فإنّ هذه النّار المحرقة تدعو اُولئک المجرمین إلى نفسها سواء بلسان حالها وجاذبیتها الخاصّة المودعة فیها تجاه المجرمین، أو بلسان مقالها الذی أعطاها اللّه إیّاها، إنّها تدعو اُولئک المتصفین بهاتین الصفتین: الاعراض عن الإیمان وعدم طاعة اللّه ورسوله، ومن جهة اُخرى یفکرون دائماً بجمع الأموال من الحرام والحلال وادخارها من دون أن یلتفتوا إلى حقوق البائسین والمحرومین، أو أنّهم یجهلون فلسفة المال الذی یعتبر من النعم الإلهیّة.


1. لـ «یوم» احتمالات متعددة فی الإعراب، ولکن الأفضل أن یکون بدلاً من (قریب) فی الآیة السابقة أو متعلقاً بفعل محذوف مثل (اذکر).
2. «الحمیم» تقدم أنّه فی الأصل یعنی الماء المغلی والمحرق ثمّ اُطلق کذلک على الأصدقاء المخلصین والحقیقیین.
3. وردت تفاسیر اُخرى، منها: لا یسأل أحد عن أحوال الآخر لأنّ أحوالهم ظاهرة فی وجوههم، وإذا کانت ظاهرة  فلا مبرر للسؤال، ولا یمکن لأحد تحمل المسؤولیة، مسؤولیة أعماله عن الآخرین ولکن التّفسیر الأوّل هو الأصح.
4. مع أنّ «حمیم» قد جاء فی المرحلتین بصورة المفرد، فقد جاء فی «یبصرونهم» ضمیر بصورة الجمع لأنّ له معنىً جنسی.
سورة المعارج / الآیة 8 ـ 18 سورة المعارج / الآیة 19 ـ 28
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma