لهذا العمل من الوجهة الفقهیّة الإسلامیة أحکام مختلفة حسب اختلاف الظروف، ویصنّف إلى خمسة حالات تبعاً لطبیعة الأحکام الإسلامیة فی ذلک.
فتارةً یکون هذا العمل «حراماً» وذلک فیما لو أدّى إلى أذى الآخرین أو هتک حرمتهم ـ کما اُشیر له فی الآیات أعلاه ـ کالنجوى الشیطانیة حیث هدفها إیذاء المؤمنین.
وقد تکون النجوى أحیاناً (واجبة) وذلک فی الموضوعات الواجبة السرّیة، حیث إنّ إفشاءها مضرّ ویسبّب الخطر والأذى، وفی مثل هذه الحالة فإنّ عدم العمل بالنجوى یستدعی إضاعة الحقوق وإلحاق خطر بالإسلام والمسلمین.
وتتصف النجوى فی صورة اُخرى بالإستحباب، وذلک فی الأوقات التی یتصدّى فیها الإنسان لأعمال الخیر والبرّ والإحسان، ولا یرغب بالإعلان عنها وإشاعتها وهکذا حکم الکراهة والإباحة.
وأساساً، فانّ کلّ حالة لا یوجد فیها هدف مهمّ فالنجوى عمل غیر محمود، ومخالف لآداب المجالس، ویعتبر نوعاً من اللامبالاة وعدم الإکتراث بالآخرین.
قال رسول الله(صلى الله علیه وآله): «إذا کنتم ثلاثة فلا یتناجى إثنان دون صاحبهما فإنّ ذلک یحزنه»(1).
کما نقرأ فی حدیث عن أبی سعید الخدری أنّه قال: کنّا نتناوب رسول الله(صلى الله علیه وآله) یطرقه أمر أو یأمر بشیء فکثر أهل الثوب المحتسبون لیلة حتى إذا کنّا نتحدّث فخرج رسول الله(صلى الله علیه وآله)من اللیل فقال: ما هذه النجوى ألم تنهوا عن النجوى(2).
ویستفاد من روایات اُخرى أنّ الشیطان ـ لإیذاء المؤمنین ـ یستخدم کلّ وسیلة لیس فی موضوع النجوى فقط، بل أحیاناً فی عالم النوم حیث یصوّر لهم مشاهد مؤلمة توجب الحزن والغمّ، ولابدّ للإنسان المؤمن فی مثل هذه الحالات أن یلتجیء إلى الله ویتوکّل علیه، ویبعد عن نفسه هذه الوساوس الشیطانیة(3).