لا شک أنّ هذه السورة هی من السور المکّیة ولکن هناک تساؤل عن أنّ هذه السورة هل هی الاُولى النازلة على النّبی(صلى الله علیه وآله) أم نزلت بعد سورة العلق؟

یتّضح من التمعن فی محتوى سورة العلق والمدثر أنّ سورة العلق نزلت فی بدء الدعوة، وأنّ سورة المدثر نزلت فی زمن قد اُمر النّبی(صلى الله علیه وآله) فیه بالدعوة العلنیة، وانتهاء فترة الدعوة السرّیة، لذا قال البعض أنّ سورة العلق هی أوّل سورة نزلت فی صدر البعثة، والمدثر هی السورة الاُولى التی نزلت بعد الدعوة العلنیة، وهذا الجمع هو الصحیح.

ومهما یکن فإنّ سیاق السور المکّیة التی تشیر إلى الدعوة وإلى المبدأ والمعاد ومقارعة الشرک وتهدید المخالفین وإنذارهم بالعذاب الإلهی واضح الوضوح فی هذه السورة.

یدور البحث فی هذه السورة حول سبعة محاور وهی:

1ـ یأمر اللّه تعالى رسوله(صلى الله علیه وآله) بإعلان الدعوة العلنیة، ویأمر أن ینذر المشرکین، والتمسک بالصبر والإستقامة فی هذا الطریق والإستعداد الکامل لخوض هذا الطریق.

2ـ تشیر إلى المعاد وأوصاف أهل النّار الذین واجهوا القرآن بالتکذیب والإعراض عنه.

3ـ الإشارة إلى بعض خصوصیات النّار مع إنذار الکافرین.

4ـ التأکید على المعاد بالأقسام المکررة.

5ـ إرتباط عاقبة الإنسان بعمله، ونفی کل أنواع التفکر غیر المنطقی فی هذا الإطار.

6ـ الإشارة إلى قسم من خصوصیات أهل النّار وأهل الجنّة وعواقبهما.

7ـ کیفیة فرار الجهلة والمغرورین من الحقّ.