ممّا لا شکّ فیه أنّ للعدّة حکمتین أساسیتین اُشیر إلیهما فی القرآن الکریم والروایات الإسلامیة.
الاُولى: مسألة حفظ النسل واتّضاح وضع المرأة من حیث الحمل وعدمه.
والاُخرى: توفیر فرصة جیّدة للرجوع عن الطلاق والعودة إلى الحیاة الاُولى، والقضاء على عوامل الانفصال التی تمّت الإشارة إلیها فی الآیة أعلاه، علماً أنّ الإسلام یؤکّد على بقاء النساء فی بیوت الأزواج أثناء العدّة، ممّا یسمح بالبحث مرّة اُخرى عن وسائل للعودة، وترک الإنفصال عن بعضهما.
وخصوصاً فی حالة الطلاق الرجعی(1) حیث لا یحتاج الرجوع إلى الزوجة إلى أیّة مراسیم أو اُمور رسمیة، وکلّ عمل یعتبر عودة عن هذا الطریق ولو بمجرّد وضع الرجل یده على جسم المرأة، حتى لو کان بدون شهوة، فإنّه یعتبر رجوعاً عن الطلاق.
وإذا ما مرّت هذه الفترة (أی فترة العدّة) دون أن تظهر أی بادرة للصلح والتوافق، فهذا یعنی أنّهما غیر مستعدّین للاستمرار فی الحیاة الزوجیة.
أوردنا شرحاً لهذا الموضوع فی ذیل الآیة 228 سورة البقرة.