هناک خلاف شدید بین المفسّرین فی مکان نزول هذه السورة، هل هو المدینة أو مکّة؟ علماً بأنّ الرأی المشهور هو أنّ السورة مدنیة، وقال آخرون: إنّ الآیات الثلاث الأخیرة مدنیّة والباقی مکیّة.
ومن الواضح أنّ سیاق الآیات الأخیرة فی هذه السورة ینسجم مع السور المدنیة، وصدرها أکثر انسجاماً مع السور المکیّة، ولکنّنا نرى أنّها مدنیة طبقاً للمشهور.
نقل «عبدالله الزنجانی» فی کتابه القیّم (تأریخ القرآن) عن فهرس «ابن الندیم» أنّ سورة التغابن هی السورة المدنیة الثالثة والعشرون، ونظراً لأنّ مجموع السور المدنیة یبلغ 28 سورة فستکون هذه السورة من أواخر السور المدنیة.(1)
ویمکن تقسیم هذه السورة من حیث المواضیع التی احتوتها إلى عدّة أقسام:
1ـ بدایة السورة التی تبحث فی التوحید وصفات وأفعال الله تعالى.
2ـ حثّ الناس على ملاحظة أعمالهم ظاهراً وباطناً، وأن لا یغفلوا عن مصیر الأقوام السابقین.
3ـ فی قسم آخر من السورة یجری الحدیث عن المعاد، وأنّ یوم القیامة «یوم تغابن»، تغبن فیه جماعة وتفوز فیه جماعة، واسم السورة مشتقّ من هذا المفهوم.
4ـ الأمر بطاعة الرّسول(صلى الله علیه وآله) وتحکیم قواعد النبوّة.
5ـ ویأمر الله تبارک وتعالى فی القسم الأخیر من السورة بالإنفاق فی سبیله، ویحذّر من الإنخداع بالأموال والأولاد والزوجات، وتختم السورة بذکر صفات الله تبارک وتعالى.