نماذج من النساء المؤمنات والکافرات:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة التّحریم / الآیة 9 ـ 12 محتوى سورة الملک

بما أنّ المنافقین یفرحون لإفشاء أسرار الرّسول وإذاعة الأخبار الداخلیة عن بیته، ویرحبون ببروز المشاجرات والاختلافات بین زوجاته ـ التی مضت الإشارة إلیها فی الآیات السابقة ـ بل إنّهم کانوا یساهمون فی إشاعة تلک الأخبار وإذاعتها بشکل أوسع، نظراً لکلّ ذلک فقد خاطب القرآن الکریم الرّسول بأن یشدّد على المنافقین والکافرین ویغلظ علیهم، حیث یقول: (یاأیّها النّبی جاهد الکفّار والمنافقین وأغلظ علیهم ومأواهم جهنّم وبئس المصیر).

الجهاد ضدّ الکفّار قد یکون مسلّحاً أو غیر مسلّح، أمّا الجهاد ضدّ المنافقین فإنّه بدون شکّ جهاد غیر مسلّح، لأنّ التاریخ لم یحدّثنا أبداً عن أنّ الرّسول خاض مرّة معرکة مسلّحة

ضدّ المنافقین، لهذا ورد فی الحدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إنّ رسول الله لم یقاتل منافقاً قطّ إنّما یتألّفهم»(1).

وبناءً على ذلک فإنّ المراد من الجهاد ضدّ المنافقین إنّما هو توبیخهم وإنذارهم وتحذیرهم، بل وتهدیدهم وفضحهم، أو تألیف قلوبهم فی بعض الأحیان، فللجهاد معنى واسع یشمل جمیع ذلک، والتعبیر بـ «أغلظ علیهم» إشارة إلى معاملتهم بخشونة وفضحهم وتهدیدهم، وما إلى ذلک.

ویبقى هذا التعامل الخاصّ مع المنافقین، أی عدم الصدام المسلّح معهم، ما داموا لم یحملوا السلاح ضدّ الإسلام وذلک بسبب أنّهم مسلمون فی الظاهر، وتربطهم بالمسلمین روابط کثیرة لا یمکن معها محاربتهم کالکفّار، أمّا إذا حملوا السلاح فیجب أن یقابلوا بالمثل، لأنّهم سوف یتحوّلون إلى (محاربین).

ولم یحدث مثل ذلک أیّام حیاة الرّسول (صلى الله علیه وآله) لکنّه حدث فی خلافة أمیر المؤمنین علی(علیه السلام)حیث خاض ضدّهم معرکة مسلّحة.

وذهب بعض المفسّرین إلى أنّ المقصود من «الجهاد ضدّ المنافقین» الذی ورد ذکره فی الآیة السابقة هو إجراء الحدود الشرعیة بحقّهم، فإنّ أکثر الذین کانوا تجرى علیهم الحدود هم من المنافقین، ولکن لا دلیل على ذلک، کما لا دلیل على أنّ الحدود کانت تجرى على المنافقین غالباً.

الجدیر بالذکر أنّ الآیة السابقة وردت أیضاً وبنفس النصّ فی سورة التوبة الآیة 73.

ومن أجل أن یعطی الله تعالى درساً عملیاً حیّاً إلى زوجات الرّسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) عاد مرّة اُخرى یذکر بالعاقبة السیّئة لزوجتین غیر تقیتین من زوجات نبیین عظیمین من أنبیاء الله، وکذلک یذکر بالعاقبة الحسنة والمصیر الرائع لامرأتین مؤمنتین مضحیّتین کانتا فی بیتین من بیوت الجبابرة، حیث یقول أوّلا: (ضرب الله مثلا للذین کفروا امرأت نوح وامرأت لوط کانتا تحت عبدین من عبادنا صالحین فخانتاهما فلم یغنیا عنهما من الله شیئاً وقیل ادخلا النّار مع الداخلین)(2).

وبناءً على هذا فإنّ القرآن یحذّر زوجتی الرّسول اللتین اشترکتا فی إذاعة سرّه، بأنّکما سوف لن تنجوا من العذاب لمجرّد کونکما من أزواج النّبی کما فعلت زوجتا نوح ولوط فواجهتا العذاب الإلهی.

کما تتضمّن الآیات الشریفة تحذیراً لکلّ المؤمنین بأنّ القرب من أولیاء الله والإنتساب إلیهم لا یکفی لمنع نزول عذاب الله ومجازاته.

وورد فی کلمات بعض المفسّرین أنّ زوجة نوح کانت تدعى «والهة» وزوجة لوط «والعة»(3) بینما ذکر آخرون عکس ذلک أی أنّ زوجة لوط اسمها (والهة) وزوجة نوح اسمها (والعة)(4).

وعلى أیّة حال فإنّ هاتین المرأتین خانتا نبیّین عظیمین من أنبیاء الله. والخیانة هنا لا تعنی الانحراف عن جادّة العفّة والنجابة، لأنّهما زوجتا نبیّین  ولا یمکن أن تخون زوجة نبی بهذا المعنى للخیانة، فقد جاء عن الرّسول(صلى الله علیه وآله): «ما بغت امرأة نبی قطّ».(5)

کانت خیانة زوجة لوط هی أن أفشت أسرار هذا النّبی العظیم إلى أعدائه، وکذلک کانت زوجة نوح(علیه السلام).

وذهب الراغب فی «المفردات» إلى أنّ للخیانة والنفاق معنىً واحداً وحقیقة واحدة، ولکن الخیانة تأتی فی مقابل العهد والأمانة، والنفاق یأتی فی الاُمور الدینیة وما تقدّم من سبب النزول ومشابهته لقصّة هاتین المرأتین توجب کون المقصود من الخیانة هنا هو نفس هذا المعنى.

وعلى کلّ حال فإنّ الآیة السابقة تبدّد أحلام الذین یرتکبون ما شاء لهم أن یرتکبوا من الذنوب ویعتقدون أنّ مجرّد قربهم من أحد العظماء کاف لتخلیصهم من عذاب الله، ومن أجل أن لا یظنّ أحد أنّه ناج من العذاب لقربه من أحد الأولیاء، جاء فی نهایة الآیة السابقة: (فلم یغنینا عنهما من الله شیئاً وقیل ادخلا النار مع الداخلین).

ثمّ یذکر القرآن الکریم نموذجین مؤمنین صالحین فیقول: (وضرب الله مثلا للذین آمنوا امرأت فرعون).

من المعروف أنّ اسم زوجة فرعون (آسیة) واسم أبوها (مزاحم) وقد آمنت منذ أن رأت معجزة موسى(علیه السلام) أمام السحرة، واستقرّ قلبها على الإیمان، لکنّها حاولت أن تکتم إیمانها، غیر أنّ الإیمان برسالة موسى وحبّ الله لیس شیئاً یسهل کتمانه، وبمجرّد أن اطّلع فرعون على إیمانها نهاها مرّات عدیدة وأصرّ علیها أن تتخلّى عن رسالة موسى وربّه، غیر أنّ هذه المرأة الصالحة رفضت الاستسلام إطلاقاً.

وأخیراً أمر فرعون أن تُثبت یداها ورجلاها بالمسامیر، وتترک تحت أشعة الشمس الحارقة، بعد أن توضع فوق صدرها صخرة کبیرة. وفی تلک اللحظات الأخیرة کانت امرأة فرعون بهذا الدعاء: (إذ قالت ربّ ابن لی عندک بیتاً فی الجنّة ونجّنی من فرعون وعمله ونجّنی من القوم الظالمین) وقد استجاب لها ربّها وجعلها من أفضل نساء العالم إذ یذکرها فی صفّ مریم.

فی روایة عن الرّسول(صلى الله علیه وآله): «أفضل نساء أهل الجنّة خدیجة بنت خویلد، وفاطمة بنت محمّد ومریم بنت عمران، وآسیا بنت مزاحم امرأة فرعون»(6).

ومن الطریف أنّ امرأة فرعون کانت تستصغر بیت فرعون ولا تعتبره شیئاً مقابل بیت فی الجنّة وفی جواره تعالى، وبذلک أجابت على نصائح الناصحین فی أنّها ستخسر کلّ تلک المکاسب وتحرم من منصب الملکة (ملکة مصر) وما إلى ذلک، لسبب واحد هو أنّها آمنت برجل راع کموسى.

وفی عبارة (ونجّنی من فرعون وعمله ونجّنی من القوم الظالمین) تضرب مثلا رائعاً للمرأة المؤمنة التی ترفض أن تخضع لضغوط الحیاة، أو تتخلّى عن إیمانها مقابل مکاسب زائلة فی هذه الدنیا.

لم تستطع بهارج الدنیا وزخارفها التی کانت تنعم بها فی ظلّ فرعون، والتی بلغت حدّاً لیس له مثیل، لم تستطع کلّ تلک المغریات أن تثنیها عن نهج الحقّ، کما لم تخضع أمام الضغوط وألوان العذاب التی مارسها فرعون. وقد واصلت هذه المرأة المؤمنة طریقها الذی إختارته رغم کلّ الصعاب واتّجهت نحو الله معشوقها الحقیقی.

وتجدر الإشارة إلى أنّها کانت ترجو أن یبنی الله لها بیتاً عنده فی الجنّة لتحقیق بعدین ومعنیین: المعنى المادّی الذی أشارت إلیه بکلمة «فی الجنّة»، والبعد المعنوی وهو القرب من الله «عندک» وقد جمعتهما فی عبارة صغیرة موجزة.

ثمّ یضرب الله تعالى مثلا آخر للنساء المؤمنات الصالحات، حیث یقول جلّ من قائل: (ومریم ابنت عمران التی أحصنت فرجها فنفخنا فیه من روحن)(7).

فهی امرأة لا زوج لها أنجبت ولداً صار نبیّاً من أنبیاء الله العظام (من اُولی العزم).

ویضیف تعالى قائلا: (وصدّقت بکلمات ربّها وکتبه وکانت من القانتین).

کانت فی القمّة من حیث الإیمان، إذ آمنت بجمیع الکتب السماویة والتعالیم الإلهیّة، ثمّ إنّها کانت قد أخضعت قلبها لله، وحملت قلبها على کفّها وهی على أتمّ الإستعداد لتنفیذ أوامر الباری جلّ شأنه.

ویمکن أن یکون التعبیر بـ (الکتب) إشارة إلى کلّ الکتب السماویة التی نزلت على الأنبیاء، بینما التعبیر بـ (کلمات) إشارة إلى الوحی الذی لا یکون على شکل کتاب.

ونظراً لرفعة مقام مریم وشدّة إیمانها بکلمات الله، فقد وصفها القرآن الکریم فی الآیة 75 من سورة المائدة (صدّیقة).

وقد أشار القرآن إلى مقام هذه المرأة العظیمة فی آیات عدیدة، منها ما جاء فی السورة التی سمّیت باسمها أی (سورة مریم).

على أیّة حال فإنّ القرآن الکریم تصدّى للشبهات التی أثارها بعض الیهود المجرمین حول شخصیة هذه المرأة العظیمة، ونفى عنها کلّ التّهم الرخیصة حول عفافها وطهارتها وکلّ ما یتعلّق بشخصیتها الطاهرة.

والتعبیر بـ (ونفخنا فیه من روحن) لإظهار عظمة وعلو هذه الروح، کما أشرنا إلى ذلک سابقاً، أو بعبارة اُخرى: إنّ إضافة کلمة (روح) إلى «الله» إضافة تشریفیة لبیان عظمة شیء مثل إضافة «بیت» إلى «الله».

ومن الغریب ما کتبه بعض المفسّرین من اعتبارهم عائشة أفضل النساء، وأنّها أعظم من غیرها من النساء ذوات القدر الکبیر والشأن عند الله، ولقد کان حریّاً بهم أن لا یتطرّقوا إلى هذا الحدیث فی هذه السورة، التی نزلت لتعلن خلاف ما ذهبوا إلیه وبشکل صریح لا یقبل الجدل، فإنّ کثیراً من مفسّری ومؤرّخی أهل السنّة أکّدوا على أنّ اللوم والتوبیخ اللذین وردا فی الآیات السابقة کانا موجّهین إلى زوجتی الرّسول(صلى الله علیه وآله) «حفصة» و«عائشة» ومنها ما جاء فی صحیح البخاری الجزء السادس صفحة 195 ونحن ندعو بهذه المناسبة أهل التفکیر الحرّ جمیعاً لأن یعیدوا تلاوة آیات هذه السورة ثمّ لیتعرّفوا على قیمة وجدارة مثل هذه الأحادیث.

اللهمّ جنّبنا الحبّ الأعمى والبغض الأعمى الذی لا یقوم على البرهان بقدر ما یقوم على العصبیة، واجعلنا من المستسلمین الخاضعین بکلّ وجودنا إلى آیات قرآنک المجید.

ربّنا ولا تجعلنا من الذین غضب علیهم الرّسول فلم یرض أعمالهم وطریقة حیاتهم.

اللهمّ هب لنا إستقامة لا نتأثّر معها بالضغوط، ولا نخضع لعذاب الفراعنة وجبابرة العصر.

آمین یا ربّ العالمین

نهایة سورة التحریم


1. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 331.
2.«ضرب» أخذ هنا مفعولین، الأوّل «امرأة نوح» ذکره مؤخّراً، والثانی «مثلا»، ویحتمل أن «ضرب» أخذت مفعولا واحداً وهو «مثلا» وکلمة «امرأة نوح» بدل. (البیان فی غریب اعراب القرآن، ج2، ص449).
3. تفسیر القرطبی، ج 10، ص 6680.
4. تفسیر روح المعانی، ج 28، ص 142 (وقیل أنّ اسم امرأة نوح «واغلة» أو «والغة»).
5. تفسیر الدرّ المنثور، ج 6، ص 245.
6. تفسیر الدرّ المنثور، ج 6، ص 246.
7. یوجد شرح مفصّل فی تفسیرنا هذا، ذیل الآیة 91 من سورة الأنبیاء، یتعلّق بما هو المقصود من تعبیر «الفرج».
سورة التّحریم / الآیة 9 ـ 12 محتوى سورة الملک
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma