البرهان العظیم على فضیلة أهل بیت النّبی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة الإنسان / الآیة 5 ـ 11 جزاء الأبرار العظیم

قال ابن عباس: إنَّ الحسن والحسین مرضا فعادهما الرسول(صلى الله علیه وآله) فی ناس معه، فقالوا: یا أبا الحسن لو نذرت على ولدیک، فنذر علی وفاطمة وفضة جاریة لهما إن برئا مّما بهما أن یصوموا ثلاثة أیّام (طبقاً لبعض الرّوایات أنَّ الحسن والحسین أیضاً قالا نحن کذلک ننذر أن نصوم) فشفیا وما کان معهم شیء، فاستقرض علی(علیه السلام) ثلاث أصواع من شعیر فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بین أیدیهم لیفطروا فوقف علیهم سائل، وقال: السلام علیکم، أهل بیت محمّد، مسکین من مساکین المسلمین، أطعمونی أطعمکم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم یذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صیاماً.

فلما أمسوا ووضعوا الطعام بین أیدیهم وقف علیهم یتیم فآثروه (وباتوا مرة اُخرى لم یذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صیاماً) ووقف علیهم أسیر فی الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلک.

فلما أصبحوا أخذ علی بید الحسن والحسین وأقبلوا إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله)، فلما أبصرهم وهم یرتعشون کالفراخ من شدّة الجوع، قال: «ما أشدّ ما یسوؤنی ما أرى بکم» فانطلق معهم، فرأى فاطمة فی محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عیناها، فساءه ذلک، فنزل جبرئیل(علیه السلام) وقال: خذها یا محمد هنّأک الله فی أهل بیتک فأقرأه السورة.

وقیل: إنّ الذی نزل من الآیات یبدأ من: (إنّ الأبرار) حتى (کان سعیکم مشکور)ومجموعها 18 آیة.

ما أوردنا هو نص الحدیث الذی جاء فی کتاب «الغدیر» بشیء من الاختصار کقدر مشترک وهذا الحدیث من بین أحادیث کثیرة نقلت فی هذا الباب، وذکر فی الغدیر أنّ الرّوایة المذکورة قد نقلت عن طریق 34 عالماً من علماء أهل السنّة المشهورین (مع ذکر اسم الکتاب والصفحة).

وعلى هذا، فإنّ الرّوایة مشهورة، بل متواترة عند أهل السنة(1).

واتفق علماء الشیعة على أنّ السورة أو ثمان عشرة آیة من السورة قد نزلت فی حق علی وفاطمة(علیهما السلام)، وأوردوا هذه الرّوایة فی کتبهم العدیدة واعتبروها من مفاخر الرّوایات الحاکیة عن فضائل أمیر المؤمنین وفاطمة والحسن والحسین(علیهم السلام)، واشتهارها کان مدعاة لذکرها فی الأشعار حتى أنّها وردت فی شعر (الإمام الشافعی) وتثار عند المتعصبین هنا حساسیات شدیدة بمجرّد سماعهم روایة تذکر فضائل أمیر المومنین(علیه السلام) فیعمدون إلى اثارة العدید من الإشکالات بهذا الشأن، ومنها:

إدعاؤهم مکّیة السورة، والحال أنّ القصّة حدثت بعد ولادة الإمامین الحسن والحسین(علیهما السلام)، وما کانت ولادتهما إلاّ بالمدینة! وفی أیدینا دلائل واضحة کما بینّا فی شرح صدر السورة، إذ إنّ السورة تشیر إلى أنّها مدنیّة، وإن لم تکن بتمامها فإنّ 18 آیة منها مدنیّة.

قولهم: إنّ لفظ الآیة عام، فکیف یمکن تخصیص ذلک بأفراد معیّنین؟ ولکن عمومیة مفهوم الآیة لا ینافی نزولها فی أمر خاص، وهناک عمومیة فی کثیر من آیات القرآن، والحال أنّ سبب نزولها الذی یکون مصداقاً تامّاً لها فی أمر خاص، والعجب لمن یتخذ من عمومیة مفهوم آیة ما دلیلاً على نفی سبب النزول لها.

نقل بعضهم أسباباً اُخرى لنزول هذه السورة لا تتفق مع السبب الذی ذکرناه فی نزول الآیة، منها ما نقله السیوطی فی الدرّ المنثور قال: إنّ رجلاً أسود کان یسأل النّبی عن التسبیح والتهلیل، فقال له عمر بن الخطاب: مه أکثرت على رسول الله، فقال النّبی(صلى الله علیه وآله): «مه یا عمر» وأنزلت على رسول الله هل أتى(2).

وفی الدرّ المنثور عن ابن عمر قال: جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله فقال له رسول الله: «سل واستفهم»، فقال: یا رسول الله فُضِّلتم علینا بالألوان والصور والنبوة، أفرأیت إن آمنت بما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إنّی لکائن معک فی الجنّة؟ قال: «نعم، والذی نفسی بیده، إنّه لیرى بیاض الأسود فی الجنّة من مسیرة ألف عام» ثمّ بیّن ما یترتب من الثواب لمن یقول لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده. ونزلت علیه السورة (هل أتى)(3).

إنّ ما ذکر فی هذه الرّوایات لا یتناسب مع مضمون آیات السورة، والمتوقع هو وضع هذه الرّوایة من قبل عمال بنی اُمیّة وتزویرها لدحض ما تقدم وما قیل فی سبب النزول فی حق علی(علیه السلام).

الإحتجاج الآخر الذی یمکن ذکره هنا: کیف یمکن لإنسان أن یصوم ثلاثة أیّام ولا یفطر إلاّ بالماء؟!

إنَّ هذا الإشکال مدعاة للعجب، لأنّنا نرى تطبیق ذلک عند بعض الناس، إذ إنّ بعض المعالجات الطبیة تستدعی الإمساک لمدة 40 یوماً، ولا یتناول خلال الأربعین یوماً إلاّ الماء، ممّا أدّى ذلک إلى شفاء الکثیر من الأمراض بهذه الطریقة، حتى أنَّ طبیباً من الأطباء غیر المسلمین یدعى (ألکسی سوفورین) کتب کتاباً فی باب الآثار المهمّة فی الشفاء من جراء الإمساک مع ذکر اُسلوب دقیق لذلک(4) حتى أنّ بعض زملاؤنا المشترکین معنا فی تألیف کتاب التفسیر الأمثل قضى إمساکاً لمدّة 22 یوماً.

البعض الآخر أراد الإستهانة بهذه الفضیلة فجاء من طریق آخر کالآلوسی إذ یقول: إن قلنا إنّ هذه السورة لم ترِد فی حق علی وفاطمة لم ینزل من قدرهم وشأنهم شیء، لأنّ اتصافهم بالأبرار أمرٌ واضح للجمیع، ثمّ یبدأ بتبیان بعض فضائلهم فیقول: ماذا یمکن أن یقوله الإنسان فی حقّ هذین العظیمین غیر أنّ علی(علیه السلام) أمیر المؤمنین ووصی رسول الله، وأنّ فاطمة بضعة رسول الله، وأنّها جزء من الوجود المحمدی، وأنّ الحسنین روحه وریحانتاه وسیدا شباب أهل الجنّة، ولکن لا یعنی ذلک ترک الآخرین، ومن یتبع غیر هذا فهو ضال.(5)

ولکنّنا نقول إنّنا إذا ما تغاضینا عن هذه الفضیلة، فإنّ عاقبة بقیة الأحادیث ستکون بنفس المنوال، وربّما یحین یوم ینکر فیه البعض جمیع فضائل  أمیر المؤمنین وسیّدة النساء والحسنین(علیهم السلام)، والملاحظ أنّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) قد احتج على مخالفیه فی کثیر من المواطن بهذه الآیات لتبیان حقوقه وفضائله وأهل بیته(6).

ثمّ إنّ ذکر الأسیر الذی أطعموه، خیر دلیل على نزول الآیات بالمدینة، إذ لم یکن للمسلمین أسیر بمکّة لعدم شروع الغزوات.

والملاحظة الأخیرة التی لابدّ من ذکرها هنا هو قول بعض العلماء المفسّرین ومنهم المفسّر المشهور الآلوسی، وهو من أهل السنّة قال: إنّ کثیراً من النعم الحسیة قد ذکرت فی السورة إلاّ الحور العین التی غالباً ما یذکرها القرآن فی نعم الجنان، وهذا إنّما هو لنزول السورة بحق فاطمة وبعلها وبنیه(علیهم السلام) وإنّ الله لم یأت بذکر الحور العین إجلالاً واحتراماً لسیدة نساء العالمین!(7)

لقد طال الحدیث فی هذا الباب إلاّ أنّنا وجدنا أنفسنا مضطرین لمجابهة وإبطال إشکالات المتعصبین وذرائع المعاندین.


1. نقلت هذه الروایة فی کتاب الغدیر، ج 3، ص 107 إلى 111; وفی کتاب إحقاق الحق، ج 3، ص 157 إلى 171 عن 36 نفر من علماء أهل السنّة مع ذکر المأخذ.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 297.
3. المصدر السابق.
4. اسم الکتاب (الصوم طریقة حدیثة لشفاء الأمراض).
5. تفسیر روح المعانی، ج 29، ص 158.
6. احتجاج الطبرسی وخصال الصدوق طبقاً لما نقله الطباطبائی فی المیزان ج 20 ص 224.
7. المصدر السابق.
سورة الإنسان / الآیة 5 ـ 11 جزاء الأبرار العظیم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma