1ـ الجیوش الإلهیّة اللا مرئیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
نهایة مؤامرة یهود بنی النضیر:2ـ مؤامرات الیهود المعاصرة

فی الوقت الذی تعتبر القوى المادیّة أکبر سلاح لتحقیق الانتصار من وجهة نظر المادیین، فإنّ اعتماد المؤمنین یتمرکز حول محورین (القیم المعنویة والإمکانات المادیة) والذی قرأنا نموذجاً منه فی قصّة إندحار بنی النضیر کما بیّنت ذلک الآیات السابقة.

ونقرأ فی هذه الآیة أحد العوامل المؤثّرة فی هذا الإنتصار حیث ألقى الله سبحانه الرعب فی قلوب الیهود، بحیث أخذوا یخرّبون بیوتهم بأیدیهم، وتخلّوا عن دیارهم وأموالهم مقابل السماح لهم بالخروج من المدینة.

وقد ورد هذا المعنى بصورة متکرّرة فی القرآن الکریم، منها ما ورد فی قصّة اُخرى حول قسم آخر من الیهود وهم (بنو قریظة). حیث إشتبکوا إشتباکاً شدیداً مع المسلمین بعد غزوة الأحزاب، وفی هذا المعنى یقول سبحانه: (وأنزل الذین ظاهروهم من أهل الکتاب من صیاصیهم وقذف فی قلوبهم الرعب فریقاً تقتلون وتأسرون فریق).(1)

وجاء هذا المعنى فی غزوة بدر حیث یقول تعالى: (سألقی فی قلوب الذین کفروا الرعب).(2)

وبعض هذا الخوف الذی هو عبارة عن جیش إلهی غیر مرئی یکاد یکون أمراً طبیعیّاً، ولکن بعضه یمثّل سرّاً من الأسرار غیر الواضحة لنا، أمّا الطبیعی منه فانّ المؤمنین یرون أنفسهم منتصرین سواء قتلوا أو تغلّبوا على العدوّ، والشخص الذی یؤمن بهذا الاعتقاد لا یجد الخوف طریقاً إلیه، ومثل هذا الإنسان سیکون اُعجوبة فی صموده وثباته کما یکون ـ أیضاً ـ مصدر خوف وقلق لأعدائه، والذی نلاحظه فی عالم الیوم أنّ بلداناً عدیدة تملک قدرات هائلة من الإمکانات العسکریة المتطورة والمادیة الکبیرة، تخشى من ثلّة من المؤمنین الصادقین الذائدین عن الحقّ، ویحاولون دائماً تحاشی مواجهتهم.

وفی حدیث حول هذا المعنى یقول رسول الله(صلى الله علیه وآله): «نصرت بالرعب مسیرة شهر»(3).

یعنی أنّ الرعب لم یصب الأعداء فی خطّ المواجهة فحسب، بل أصاب من کان من الأعداء على مسافة شهر واحد من جیش الإسلام.

وحول جیوش الإمام المهدی(علیه السلام) نقرأ أنّ ثلاثة جیوش تحت أمره وهم: (الملائکة، والمؤمنون، والرعب)(4).

وفی الحقیقة، إنّ الأعداء یبدلّون کافّة إمکاناتهم لتجنّب الضربة من الخارج، إلاّ أنّهم غفلوا عن أنّ الله سبحانه یهزمهم داخلیّاً، حیث إنّ الضربة الداخلیة أوجع للنفس، ولا یمکن تدارکها بسهولة، حتى لو وضعت تحت تصرّفهم کلّ الأسلحة والجیوش، فإنّها غیر قادرة على أن تحقّق النصر مع فقدان المعنویة العالیة والروحیة المؤهّلة لخوض القتال، وبالتالی فإنّ الفشل والخسران أمر متوقّع جدّاً لأمثال هؤلاء.


1. الاحزاب، 26.
2. الانفال، 12.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 2، ص 519، ذیل الآیة 151 من سورة آل عمران.
4. إثبات الهداة، ج7، ص124.
نهایة مؤامرة یهود بنی النضیر:2ـ مؤامرات الیهود المعاصرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma