وردت فی الآیات أعلاه تعبیرات ملفتة للنظر، فتعبیر (الطاغیة) جاء فی مورد العذاب الذی سلّط على قوم ثمود، وعبارة (العاتیة) جاءت فی مورد العذاب الذی حلّ بقوم عاد، وبالنسبة إلى ما أصاب قوم فرعون وقوم لوط فقد ورد تعبیر (الرابیة) کما وردت عبارة (طغى الماء) فیما یتعلّق بطبیعة العذاب الذی شمل قوم نوح... والملاحظ من التعبیرات السابقة أنّها جمیعاً تشترک فی مفهوم واحد وهو: (الطغیان والتمرّد) وهو نتیجة طبیعیة لما کانت علیه هذه الأقوام جمیعاً أی إنّ عذاب هؤلاء الطغاة تحقّق بطغیان بعض المواهب الإلهیة للناس أعمّ من الماء والهواء والتراب والنار.
کما أنّ هذه التعبیرات ـ أیضاً ـ تؤکّد على حقیقة مهمّة، وهی أنّ العقوبات التی نواجهها فی الدنیا والآخرة ما هی إلاّ تجسید لحقیقة أعمالنا، وأنّ أعمالنا نحن البشر تعود علینا خیراً کانت أم شرّاً.