أکّدت الآیات الکریمة على أنّ من ضمن أنواع النعم الإلهیّة فی الجنّة مسألة المسکن الهادیء، موضع استقرار النفس، الذی تحیط به الحدائق من کلّ جانب فی جنّات الخلد، وسبب التأکید هنا على المسکن لأنّه یشکّل أحد العوامل الأساسیة لراحة الإنسان وهدوئه، خصوصاً إذا تمیّز بالطهر والنظافة من کلّ أنواع التلوّث المادّی والمعنوی، حیث یستطیع الإنسان أن یستقرّ به وینعم بطمأنینة الروح وراحة البال.
یقول (الراغب) فی المفردات: معنى (الطیب) فی الأصل هو الشیء الذی تلتذّ به الحواس الظاهریة والباطنیة، وهذا المعنى جامع شامل لکلّ الشروط المناسبة لسکن ما.
والنقطة الجدیرة بالملاحظة هنا أنّ القرآن الکریم یرى أنّ ثلاثة اُمور أساسیة توجب السکینة والطمأنینة للإنسان وهی:
ظلام اللیل: (وجعل اللیل سکن)(1).
الزوجة الصالحة: (ومن آیاته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجاً لتسکنوا إلیه)(2).
البیوت السکنیة قال تعالى: (والله جعل لکم من بیوتکم سکن)(3).