القسم الآخر من صفات أهل الجنّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة المعارج / الآیة 29 ـ 35 سورة المعارج / الآیة 36 ـ 41

فی الآیات السابقة ذکرت أربعة أوصاف من الأوصاف الخاصّة بالمؤمنین الصادقین من أهل الجنان، وفی هذه الآیات ذکر لخمس صفات اُخرى فیکون المجموع تسعة أوصاف.

فی الوصف الأوّل یقول اللّه عزّوجلّ: (والذین هم لفروجهم(1) حافظون * إلاّ على أزواجهم أو ما ملکت أیمانهم فإنّهم غیر ملومین).

لا شک فی أنّ الغریزة الجنسیة من غرائز الإنسان الشدیدة والطاغیة، والکثیر من الجرائم الکبیرة سببها هی هذه الغریزة، ولذا کانت السیطرة على هذه الغریزة وحفظ حدودها من العلامات المهمّة للتقوى، وبهذا ذکرت أهمّیة السیطرة على هذه الغریزة بعد تبیان أهمّیة الصلاة وإعانة المحتاجین والإیمان بیوم القیامة والإشفاق من عذاب اللّه.

وقد جاء فی ذیل الآیة استثناءً یدلّ على أنّ منطق الإسلام یرفض أن یقف الإنسان موقفاً سلبیاً تماماً من هذه الغریزة ویکون کالرهبان والقسیسیین یسیر بخلاف قانون الخلقة، وهذا العمل غالباً ما یکون محالاً وعلى فرض إمکانه فهو أمرٌ غیر منطقی، ولهذا نجد الرهبان لم یستطیعوا أیضاً حذف هذه الغریزة من حیاتهم، وإذا لم یکونوا قد تزوجوا بالطریقة الرسمیة فإنّ الکثیر منهم ینصرف إلى ارتکاب الفحشاء عند الإختلاء.

الفضائح الناتجة من هذا المسلک لیست قلیلة، فقد کشف المؤرخون المسیحیون مثل (ول دورانت) وغیره النقاب عن ذلک.

المراد بـ «الأزواج» الزوجات الدائمة والمؤقتة فإنّه یشمل الإثنین، وقد ظنّ البعض أنّ هذه الآیة تنهى عن الزواج المؤقت ولم یعلموا أنّ ذلک هو نوع من الزواج.

وفی الآیة الاُخرى یؤکّد بشکل أکثر على نفس الموضوع فیضیف: (فمن ابتغى وراء ذلک فاُولئک هم العادون).

وبهذه الطریقة فإنّ الاسلام یخطط لمجتمع یحافظ على غرائزه الفطریة، ولا یؤدّی به إلى الغرق بالفحشاء والفساد الجنسی والمضارّ الناتجة منه، وبالطبع أنّ للجواری فی نظر الإسلام کثیراً من شرائط الزوجة والضوابط القانونیة للزوج وإن کان الموضوع منتف أساساً فی زماننا الحاضر.

عندئذ یشیر إلى الصفات السادسة والسابعة، فیقول: (والذین هم لأماناتهم وعهدهم راعون).

من الطبیعی أنّ للأمانة معنىً واسعاً ولیست هی الأمانات المادیة المتنوعة للناس فحسب، بل إنّها تشمل الأمانات الإلهیّة وأمانات الأنبیاء وکلّ الأئمّة المعصومین(علیهم السلام).

إنّ کلّ نعمة من النعم الإلهیّة هی من أماناته تعالى، منها المقامات الاجتماعیة وبالخصوص المسؤولون فی الدولة فإنّها تعتبر من أهم الأمانات، ولهذا ورد فی الحدیث عن الإمام الباقر والإمام الصّادق(علیهما السلام) فی تفسیر الآیة (إنّ اللّه یأمرکم أن تؤدوا الأمانات إلى أهله)،(2) بأنّ المراد من الأمانات هنا «الولایة والحاکمیة»(3)، وقرأنا کذلک فی سورة الأحزاب 72، إنّ التکلیف والمسؤولیة تعنی الأمانة الإلهیّة الکبیرة. (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض) والأهم من ذلک کله هو الدین والشریعة الإلهیّة وکتاب اللّه، وهو من الأمانات الکبیرة التی یجب الحفاظ علیها بالسعی.

«العهد»: وله مفهوم واسع أیضاً، یشمل العهود الإنسانیة وکذلک العهود الإلهیّة، لأنّ العهد هو کل ما التزم به الإنسان لغیره، وممّا لا شک فیه أنّ الإیمان باللّه وبرسوله یعنی الالتزام بما کلّف به.

الإسلام أعطى أهمّیة بالغة لحفظ الأمانات والعهود والالتزام بها، وقد عرف ذلک بأنّه أهمّ علامات الإیمان.

ولمزید من الإطلاع راجع تفسیرنا هذا، ذیل الآیة 58 من سورة النساء.

ویضیف فی الوصف الثامن: (والذین هم بشهاداتهم قائمون) لأنّ القیام بالشهادة العادلة وترک کتمانها من أهم بنود إقامة العدل فی المجتمع البشری.

وقد یرفض بعض الناس أداء الشهادة؟ بحجّة إننا لماذا نشتری عداوة هذا وذاک، ونسبب المتاعب لأنفسنا بإدلاء الشهادة، هؤلاء أشخاص لا یبالون بالحقوق الإنسانیة ویفقدون الروح الاجتماعیة، ولا یؤمنون بتطبیق العدالة، ولهذا نرى القرآن الکریم فی کثیر من آیاته یدعو المسلمین إلى أداء الشهادة ویعدّ کتمانها ذنب(4).

وفی الوصف الأخیر، وهو الوصف التاسع من هذه المجموعة، یعود مرّة اُخرى إلى موضوع الصلاة، کما کان البدء بالصلاة، یقول تعالى: (والذین هم على صلاتهم یحافظون).

وکما أشرنا سابقاً أنّ الصلاة هنا بملاحظة القرائن تشیر إلى الفریضة، وفی الآیة السابقة تشیر إلى النافلة.

ومن الطبیعی أنّ الوصف الأوّل کان إشارة إلى المداومة، ولکن الخطاب هنا حول حفظ آداب وشروط الصلاة وخصائصها، والآداب التی تکمن فی ظاهر الصلاة والتی تنهى عن الفحشاء والمنکر من جهة، وتقوی روح الصلاة بحضور القلب من جهة اُخرى وتمحو الأخلاق الرذیلة التی تکون کحجر عثرة أمام قبولها، ولهذا لا یعتبر ذکرها مرّة اُخرى من قبیل التکرار.

هذه البدایة والنهایة تشیر إلى أنّ الصلاة من بین الصفات الحمیدة المذکورة هی الأهم، ولم لا تکون کذلک والصلاة هی المدرسة العالیة للتربیة، وأهم وسیلة لتهذیب النفوس.

وفی النهایة تبیّن الآیة الأخیرة عاقبة المتّصفین بهذه الأوصاف، کما بیّنت فی الآیات السابقة المسیر النهائی للمجرمین، فیقول تعالى هنا فی جملة مختصرة وغنیة بالمعانی: (اُولئک فی جنات مکرمون).(5)

لماذا لا یکونوا مکرمین؟ وهم ضیوف اللّه، وقد وفرّ اللّه القادر الرحمن لهم جمیع وسائل الضیافة، وفی الحقیقة أنّ هذین التعبیرین «جنات» و«مکرمون» إشارة إلى النعم المادیة والمعنویة التی یغرق فیها هؤلاء المکرمین.


1. «فروج» جمع «فرج» وهو کنایة عن الآلة التناسیلة.
2. النساء، 58.
3. تفسیر البرهان، ج1، ص380.
4. البقرة، 283 و140، المائدة، 106، الطلاق، 2.
5. «فی جنات» خبر لـ «اُولئک» و«مکرمون» خبر ثان أو أنّه خبر و«فی جنات» متعلق به «تمعن».
سورة المعارج / الآیة 29 ـ 35 سورة المعارج / الآیة 36 ـ 41
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma