إنّا سمعنا الحقّ فأطعناه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة الجنّ / الآیة 11 ـ 15 سورة الجنّ / الآیة 16 ـ 19

فی هذه الآیات یستمر مؤمنو الجن فی حدیثهم وهم یبلغون قومهم الضالّین فیقولون: (وأنّا منّا الصّالحون ومنّا دون ذلک کنّا طرائق قدد).

ویحتمل أن یکون المراد من قولهم هذا هو أنّ وجود إبلیس فیما بینهم قد أوجد شبهة لبعضهم، بأنّ الجن متطبّع على الشرّ والفساد والشیطنة، ومحال أن یشرق نور الهدایة فی قلوبهم.

ولکن مؤمنی الجن یوضحون فی قولهم هذا أنّهم یملکون الاختیار والحریة، وفیهم الصالح والطالح، وهذا یوفرّ لهم الأرضیة للهدایة، وأساساً فإنّ أحد العوامل المؤثرة فی التبلیغ هو إعطاء الشخصیة للطرف المقابل، وتوجیهه إلى وجود عوامل الهدایة والکمال فی نفسه.

واحتمل أیضاً أنّ الجن قالوا ذلک لتبرئة ساحتهم من موضوع الإساءة فی مسألة استراق السمع أی: وإن کان منّا من یحصل على الأخبار عن طریق استراق السمع ووضعها بأیدی الأشرار لتضلیل الناس، ولکن لا یعنی ذلک أنّ الجن کلهم کانوا کذلک، ولهذه الآیة تأثیر فی إصلاح ما اشتبه علینا نحن البشر فی عقائدنا حول الجن، لأنّ کثیر من الناس یتصورون أنّ لفظة الجن تعنی الشیطنة والفساد والضلال والانحراف، وسیاق هذه الآیة یشیر إلى أنّ الجن فصائل مختلفة، صالحون وطالحون.

«قدد» على وزن (ولد) وهو جمع قد، على وزن (ضد) وتعنی المقطوع، وتطلق على الجماعات المختلفة، لأنّها تکون على شکل قطع منفصلة عن بعضها.

وفی إدامة حدیثهم یحذرون الآخرین فیقولون: (وأنّا ظننا أن لن نعجز اللّه فی الأرض ولن نعجزه هرب) وإذا کنتم تتصورون أنّکم تستطیعون الفرار من الجزاء وتلتجئون إلى زاویة من زوایا الأرض أو نقطة من نقاط السماوات فإنّکم فی غایة الخطأ.

وعلى هذا الأساس، فإنّ الجملة الاُولى إشارة إلى الفرار من قبضة القدرة الإلهیّة فی الأرض، والجملة الثّانیة إشارة إلى الفرار المطلق، الأرض والسماء.

ویحتمل أن یکون تفسیر الآیة هو أنّ الجملة الاُولى إشارة إلى أنّه لا یمکن الغلبة على اللّه، والجملة الثّانیة إشارة إلى أنّه لا یمکن الفرار من قبضة العدالة، فإذا لم یکن هناک طریق للغلبة ولا للفرار، فلا علاج إلاّ التسلیم لأمر اللّه تعالى وعدالته .

وأضاف مؤمنو الجن فی حدیثهم قائلین: (وأنّا لمّا سمعنا الهدى آمنا به) وإذ ندعوکم لهدى القرآن فإنّنا ممّن عمل بذلک أوّلاً، ولذا نحن لا ندعو الآخرین إلى أمر لم نکن فاعلیه.

ثمّ بیّنوا عاقبة الإیمان فی جملة قصیرة واحدة فقالوا: (فمن یؤمن بربّه فلا یخاف بخساً ولا رهق).

«بخس»: على وزن (شخص) ویراد به النقص على سبیل الظلم.

«رهق»: على وزن (سقف) یراد به ـ وکما أشرنا من قبل ـ غشیان الشیء بالقهر، وقال البعض: إنّ البخس هو عدم نقصان شیء من حسناتهم، والرهق: هو عدم إضافة شیء إلى سیئاتهم، قیل البخس: هو نقص الحسنات، والرهق: التکالیف الشاقة، على کل حال فالمراد هو أنّ المؤمنین مهما یعملوا من عمل کبیراً کان أو صغیراً فإنّهم یستوفون اُجور ذلک بلا نقص أو قلّة، وصحیح أنّ العدالة الإلهیّة غیر منحصرة بالمؤمنین، لکنّ الطالحین لیس لهم عمل صالح، فلیس هناک ذکر لاُجورهم.

وفی الآیة الاُخرى توضیح أکثر حول عاقبة المؤمنین والکافرین فیقولون: (وأنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون(1) فمن أسلم فاُولئک تحروا رشد).(2)

(وأمّا القاسطون فکانوا لجهنم حطب).

الملاحظ فی الآیات أن کلمة «المسلم» جاءت مقابل کلمة «الظالم»، وإشارة إلى أن ما یقی الإنسان من الظلم هو الإیمان، وإذا لم یکن الفرد مؤمناً فإنّه سوف یظلم بأی شکل من الأشکال، وکذا تشیر إلى أنّ المؤمن الحقیقی هو المؤمن الذی لا یظلم، کما فی حدیث النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم».(3)

وجاء فی حدیث آخر عنه(صلى الله علیه وآله): «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ویده».(4)

والتعبیر بـ (تحروا رشد) یشیر إلى أنّ المؤمنین إنّما یتوجهون إلى الهدى بالتحقیق والتوجه الصادق، ولیس بالغفلة والإغماض، وجزاءهم الأوفى هو نیلهم الحقائق التی بظلها ینالون النعم الإلهیّة، والظالمون هم فی أسوأ حال، حیث إنّهم حطب لجهنم، أی أنّ النار تلتهب فی أعماق وجودهم.


1. «القاسط» من أصل (قسط) وتعنی التقسیم العادل، فإن أتت على وزن (أفعال)، (أقساط) فإنّها تعنی إجراء العدالة، وإذا استعملت بصورة الثّلاثی المجرّد کما فی هذه الآیة فإنّها تعطی معنى الظلم والانحراف عن سبیل الحقّ.
2. «تحروا» من أصل تحرى وتعنی توخّاه وقصده.
3. تفسیر روح البیان، ج10، ص195.
4. أصول الکافی، ج 2، ص 233، باب المؤمن وعلاماته وصفاته (طبعة دارالکتب الإسلامیة).
سورة الجنّ / الآیة 11 ـ 15 سورة الجنّ / الآیة 16 ـ 19
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma