النجوى من الشیطان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سبب النّزول1ـ أنواع النجوى

البحث فی هذه الآیات هو استمرار لأبحاث النجوى السابقة، یقول سبحانه: (ألم تر إلى الذین نهوا عن النجوى ثمّ یعودون لما نهوا عنه ویتناجون بالإثم والعدوان ومعصیت الرّسول).

ویستفاد من هذه الآیة بصورة جلیّة أنّ المنافقین والیهود قد نهوا من قبل ومنعوا من النجوى التی تولّد سوء الظنّ عند الآخرین وتسبّب لهم القلق، إلاّ أنّهم لم یعیروا أی اهتمام لمثل هذا التحذیر، والأدهى من ذلک أنّ نجواهم کانت تدور حول إرتکاب الذنوب ومخالفة أوامر الله ورسوله.

والفرق بین «الإثم» و«العصیان» و«معصیة الرّسول»، هو أنّ «الإثم» یشمل الذنوب التی لها جانب فردی کشرب الخمر، أمّا «العدوان» فإنّها تعنی التجاوز على حقوق الآخرین، وأمّا «معصیة الرّسول» فإنّها ترتبط بالاُمور والتعلیمات التی تصدر من شخص الرّسول(صلى الله علیه وآله)باعتباره رئیساً للدولة الإسلامیة، ویتصدّى لمصالح المجتمع الإسلامی. وبناءً على هذا فإنّهم یطرحون فی نجواهم کلّ عمل مخالف، وهو أعمّ من الأعمال التی تکون مرتبطة بهم أو بالآخرین أو الحکومة الإسلامیة وشخص الرّسول(صلى الله علیه وآله).

والتعبیر بـ (یعودون) و(یتناجون) جاء هنا بصیغة مضارع، حیث یوضّح لنا أنّ هذا العمل یتکرّر باستمرار، وقصدهم به إزعاج المؤمنین.

وعلى کلّ حال، فالآیة جاءت بعنوان إخبار غیبی یکشف مخالفاتهم ویظهر خطّهم المنحرف.

واستمراراً لهذا الحدیث فإنّ القرآن الکریم یشیر إلى مورد آخر من أعمال التجاوز والمخالفة للمنافقین والیهود، حیث یقول تعالى: (وإذا جاؤک حیّوک بما لم یحیّک به الله).

«حیّوک» من مادّة (تحیة) مأخوذة فی الأصل من الحیاة بمعنى الدعاء بالسلام والحیاة الاُخرى، والمقصود بالتحیة الإلهیّة فی هذه الآیة هو: (السلام علیکم) أو (سلام الله علیک) والتی وردت نماذج منها فی الآیات القرآنیة عن الأنبیاء وأصحاب الجنّة، ومن جملتها قوله تعالى: (سلام على المرسلین)(1).

وأمّا التحیّة التی لم یحیّ بها الله، ولم یکن قد سمح بها هی جملة: (أسام علیک).

ویحتمل أیضاً أن تکون التحیة المقصودة بالآیة الکریمة هی تحیّة الجاهلیة حیث کانوا یقولون: (أنعم صباح) و(أنعم مساءً) وذلک بدون أن یتوجّهوا بکلامهم إلى الله سبحانه ویطلبون منه السلامة والخیر للطرف الآخر.

هذا الأمر مع أنّه کان سائداً فی الجاهلیة، إلاّ أنّ تحریمه غیر ثابت، وتفسیر الآیة أعلاه له بعید.

ثمّ یضیف تعالى أنّ هؤلاء لم یرتکبوا مثل هذه الذنوب العظیمة فقط بل کانوا مغرورین متعالین وکأنّهم سکارى فیقول عزّوجلّ: (ویقولون فی أنفسهم لولا یعذّبنا الله بما نقول)وبهذه الصورة فإنّهم قد أثبتوا عدم إیمانهم بنبوّة الرّسول (صلى الله علیه وآله) وکذلک عدم إیمانهم بالإحاطة العلمیة لله سبحانه.

وبجملة قصیرة یرد علیهم القرآن الکریم: (حسبهم جهنّم یصلونها فبئس المصیر).

والطبیعی أنّ هذا الکلام لا ینفی عذابهم الدنیوی، بل یؤکّد القرآن على أنّه لو لم یکن لهؤلاء سوى عذاب جهنّم، فإنّه سیکفیهم وسیرون جزاء کلّ أعمالهم دفعة واحدة فی نار جهنّم.

ولأنّ النجوى قد تکون بین المؤمنین أحیاناً وذلک للضرورة أو لبعض المیول، لذا فإنّ الآیة اللاحقة تخاطب المؤمنین ستکون مناجاتهم فی مأمن من التلوّث بذنوب الیهود والمنافقین حیث یقول الباریء عزّوجلّ: (یاأیّها الذین آمنوا إذا تناجیتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصیت الرّسول وتناجوا بالبرّ والتقوى واتّقوا الله الذی إلیه تحشرون).

یستفاد من هذا التعبیر ـ بصورة واضحة ـ أنّ النجوى إذا کانت بین المؤمنین فیجب أن تکون بعیدة عن السوء وما یثیر قلق الآخرین، ولابدّ أن یکون مسارها التواصی بالخیر والحسنى، وبهذه الصورة فلا مانع منها.

ولکن کلّما کانت النجوى بین أشخاص کالیهود والمنافقین الذین یهدفون إلى إیذاء المؤمنین، فنفس هذا العمل حرام وقبیح، فکیف الحال إذا کانت نجواهم شیطانیة وتآمریة، ولذلک فإنّ القرآن یحذّر منها أشدّ تحذیر فی آخر آیة مورد البحث، حیث یقول تعالى: (إنّما النجوى من الشیطان لیحزن الذین آمنو) ولکن یجب أن یعلموا أنّ الشیطان لا یستطیع إلحاق الضرر بأحد إلاّ أن یأذن الله بذلک (ولیس بضارّهم شیئاً إلاّ بإذن الله).

ذلک لأنّ کلّ مؤثّر فی عالم الوجود یکون تأثیره بأمر الله حتى إحراق النار وقطع السیف.

(وعلى الله فلیتوکّل المؤمنون) إذ أنّهم ـ بالروح التوکّلیة على الله، وبالاعتماد علیه سبحانه ـ یستطیعون أن ینتصروا على جمیع هذه المشاکل، ویفسدوا خطط أتباع الشیطان، ویفشلوا مؤامراته.


1. الصافات، 181.
سبب النّزول1ـ أنواع النجوى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma