یضع القرآن الکریم عدّة صفات للمرأة الصالحة التی یمکنها أن تکون نموذجاً یقتدى به فی انتخاب الزوجة اللائقة.
الأوّل «الإسلام» ثمّ «الإیمان» أی الإعتقاد الذی ینفذ ویترسّخ فی أعماق قلب الإنسان، ثمّ حالة «القنوت» أی التواضع وطاعة الزوج، بعد ذلک «التوبة» ویقصد أنّ الزوجة إذا ما ارتکبت ذنباً بحقّ زوجها فإنّها سرعان ما تتوب وتعتذر عن ذلک، وتأتی بعد ذلک «العبادة» التی جعلها الله سبحانه لیطهّر بها قلب الإنسان وروحه ویصنعها من جدید، ثمّ «إطاعة أوامر الله» والورع عن محارمه.
وممّا یذکر أنّ جماعة من المفسّرین ـ بل أکثرهم ـ اعتبروا کلمة «سائح» بمعنى «صائم» ولکن طبقاً لما أورده «الراغب» فی «المفردات» فإنّ الصوم على قسمین: «صوم حکمی»: وهو الإمتناع عن تناول الطعام والماء، و«صوم حقیقی»: وهو إمتناع أعضاء الإنسان عن إرتکاب المعاصی.
والمقصود بالصوم هنا هو المعنى الثانی، «إذ إنّ مناسبات الحال والمقام تقوّی قول الراغب وتجعله مناسباً، غیر أنّه یجب أن یعلم أنّ السائح فسّر أیضاً بمعنى السائر فی طریق طاعة الله»(1).
ومن الجدیر بالذکر أنّ القرآن لم یعط أهمیّة تذکر للباکر وغیر الباکر، فإنّه عندما ذکر الصفات المعنویة للزوجة الصالحة ذکر هذه المسألة بصورة عابرة ودون أی ترکیز.