الظهار عمل جاهلی قبیح:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سبب النّزولبحوث

بالنظر إلى ما قیل فی سبب النزول، وکذلک طبیعة الموضوعات التی وردت فی السورة، فإنّ الآیات الاُولى منها واضحة فی دلالتها حیث یقول سبحانه: (قد سمع الله قول التی تجادلک فی زوجه).

«تجادل» من المجادلة مأخوذة من مادّة (جدل) وتعنی فی الأصل (فتل الحبل) ولأنّ الجدال بین الطرفین وإصرار کلّ منهما على رأیه فی محاولة لإقناع صاحبه، اُطلق على هذا المعنى لفظ (المجادلة).

ثمّ یضیف تعالى: (وتشتکی إلى الله والله یسمع تحاورکم).

«تحاور» من مادّة (حور) على وزن (غور) بمعنى المراجعة فی الحدیث أو الفکر، وتطلق کلمة «المحاورة» على بحث بین طرفین.

(إنّ الله سمیع بصیر) نعم إنّ الله عالم بکلّ المسموعات والمرئیات، بدون أن یحتاج إلى حواس نظر أو سمع، لأنّه حاضر وناظر فی کلّ مکان، یرى کلّ شیء ویسمع کلّ حدیث.

ثمّ یستعرض تعالى حکم الظهار بجمل مختصرة وحاسمة تقضی بقوّة على هذا المفهوم الخرافی حیث یقول سبحانه: (الذین یظاهرون منکم من نسائهم ما هنّ اُمّهاتهم إن اُمّهاتهم إلاّ اللائی ولدنهم).

«الاُمّ» و«الولد» لیس بالشیء الذی تصنعه الألفاظ، بل إنّهما حقیقة واقعیة عینیة خارجیة لا یمکن أن تکون من خلال اللعب بالألفاظ، وبناءً على هذا فإذا حدث أن قال الرجل لزوجته مرّةً: (أنت علیّ کظهر اُمّی) فإنّ هذه الکلمة لا تجعل زوجته بحکم والدته، إنّه قول هراء وحدیث خرافة.

ویضیف تعالى مکمّلا الآیة: (وإنّهم لیقولون منکراً من القول وزور)(1).

وبالرغم من أنّ قائل هذا الکلام لا یرید بذلک الإخبار، بل إنّ مقصوده إنشائی، یرید أن یجعل هذه الجملة بمنزلة (صیغة الطلاق) إلاّ أنّ محتوى ذلک واه، ویشبه بالضبط خرافة (جعل الولد) حین کانوا فی زمن الجاهلیة یتبنّون طفلا معیّناً کولد لهم، ویجرون أحکام الولد علیه، حیث أدان القرآن الکریم هذه الظاهرة واعتبرها عملا باطلا ولا أساس له، حیث یقول عزّوجلّ: (ذلکم قولهم بأفواههم)(2)، ولیس له أی واقعیة.

وتماشیاً مع مفهوم هذه الآیة فإنّ «الظهار» عمل محرّم ومنکر، ومع أنّ التکالیف الإلهیّة لا تشمل الممارسات السابقة، إلاّ أنّها ملزمة لحظة نزول الحکم، ولابدّ عندئذ من ترتیب الأثر، حیث یضیف الله سبحانه هذه الآیة: (وإنّ الله لعفو غفور).

وبناءً على هذا فإذا کان المسلم قد إرتکب مثل هذا العمل قبل نزول الآیة فلا بأس علیه لأنّ الله سیعفو عنه.

ویعتقد بعض الفقهاء والمفسّرین أنّ «الظهار» ذنب مغفور الآن، کما فی الذنوب الصغیرة حیث وعد الله بالعفو عنه(3) ـ فی صورة ترک الکبائر ـ إلاّ أنّه لا دلیل على هذا الرأی، والجملة أعلاه لا تقوى أن تکون حجّة فی ذلک.

وعلى کلّ حال فإنّ مسألة الکفّارة باقیة بقوّتها.

وفی الحقیقة أنّ هذا التعبیر شبیه لما جاء فی الآیة 5 من سورة الأحزاب، حیث یقول سبحانه: (ولیس علیکم جناح فیما أخطأتم به ولکن ما تعمّدت قلوبکم وکان الله غفوراً رحیم).

وذلک بعد نهیه عن مسألة التبنّی.

ویثار تساؤل عن الفرق الموجود بین (العفوّ) و(الغفور).

قال البعض: (العفو) إشارة إلى الله تعالى (الغفور) إشارة إلى تغطیة الذنوب إذ إنّ من الممکن أن یعفو شخص عن ذنب ما، ولکن لا یستره أبداً، غیر أنّ الله تعالى یعفو ویستر فی نفس الوقت.

وقیل أنّ «الغفران» هو الستر من العذاب، حیث إنّ مفهومها مختلف عن العفو بالرغم من أنّ النتیجة واحدة.

إلاّ أنّ مثل هذا العمل القبیح (الظهار) لم یکن شیئاً یستطیع الإسلام أن یغضّ النظر عنه، لذلک فقد جعل له کفّارة ثقیلة نسبیّاً کی یمنع من تکراره، وذلک بقوله تعالى: (والذین یظاهرون من نسائهم ثمّ یعودون لما قالوا فتحریر رقبة من قبل أن یتماسّ).

وقد ذکر المفسّرون احتمالات عدیدة فی تفسیر جملة: (ثمّ یعودون لما قالو) حیث ذکر المقداد ـ فی کنز العرفان ستّة تفاسیر لها، إلاّ أنّ الظاهر ـ خصوصاً بالنظر إلى جملة: (من قبل أن یتماسّ) ـ أنّ هؤلاء قد ندموا لقولهم وأرادوا الرجوع إلى حیاتهم العائلیة، وقد ذکر هذا المعنى فی روایات  أهل البیت(علیهم السلام) أیض(4).

وذکرت تفاسیر اُخرى لهذا المقطع من الآیة، إلاّ أنّها لا تتناسب بصورة تامّة مع معنى الآیة ونهایتها، منها أنّ المراد من «العود» هو تکرار الظهار، أو أنّ المقصود من العود هو العودة إلى السنّة الجاهلیة فی مثل هذه الاُمور، أو أنّ العود بمعنى تدارک وتلافی هذا العمل وما إلى ذلک(5).

«رقبة» جاءت هنا کنایة عن الإنسان، وهذا بلحاظ أنّ الرقبة أکثر أعضاء الجسم حسّاسیة، کما تأتی کلمة «رأس» بهذا المعنى، لذا فإنّه یقال بدلا من خمسة أشخاص ـ مثلا ـ خمسة رؤوس.

ثمّ یضیف تعالى: (ذلکم توعظون به).

أی یجب ألاّ تتصوّروا أنّ مثل هذه الکفّارة فی مقابل الظهار، کفّارة ثقیلة وغیر متناسبة مع الفعل، إنّ المقصود بذلک هو الموعظة والإیقاظ لنفوسکم، والکفّارة عامل مهمّ فی وضع حدّ لمثل هذه الأعمال القبیحة والمحرّمة، ومن ثمّ السیطرة على أنفسکم وأقوالکم.

وأساساً فإنّ جمیع الکفّارات لها جنبة روحیة وتربویة، والکفّارات المالیة یکون تأثیرها غالباً أکثر من التعزیرات البدنیة.

ولأنّ البعض یحاول أن یتهرّب من إعطاء الکفّارة بأعذار واهیة فی موضوع الظهار، یضیف عزّوجلّ أنّه یعلم بذلک حیث یقول فی نهایة الآیة: (والله بما تعملون خبیر).

إنّه عالم بالظهار، وکذلک عالم بالذین یتهرّبون من الکفّارة، وکذلک بنیّاتکم!

ولکن کفّارة تحریر (رقبة) قد لا تتیسّر لجمیع من یرتکب هذا الذنب کما لاحظنا ذلک ـ فی موضوع سبب نزول هذه الآیة المبارکة، حیث إنّ «أوس بن الصامت» ـ الذی نزلت الآیات الاُولى بسببه ـ قال لرسول الله(صلى الله علیه وآله): إنّی غیر قادر على دفع مثل هذه الکفّارة الثقیلة، وإذا فعلت ذلک فقدت جمیع ما أملک. وقد یتعذّر وجود المملوک، لیقوم المکلّف بتحریر رقبته حتى مع قدرته المالیة، کما فی عصرنا الحاضر، لهذا کلّه ولأنّ الإسلام دین عالمی خالد فقد عالج هذه المسألة بحکم آخر یعوّض عن تحریر الرقبة، حیث یقول عزّوجلّ: (فمن لم یجد فصیام شهرین متتابعین من قبل أن یتماسّ).

وهذا اللون من الکفّارة فی الحقیقة له أثر عمیق على الإنسان، حیث إنّ الصوم بالإضافة إلى أنّه وسیلة لتنقیة الروح وتهذیب النفس، فإنّ له تأثیراً عمیقاً وفاعلا فی منع تکرّر مثل هذه الأعمال فی المستقبل.

ومن الواضح ـ کما فی ظاهر الآیة ـ أنّ مدّة الصوم یجب أن تکون ستّین یوماً متتابعاً، وکثیر من فقهاء أهل السنّة أفتوا طبقاً لظاهر الآیة، إلاّ أنّه قد ورد فی روایات أئمّة أهل البیت(علیهم السلام) أنّ المکلّف إذا صام أیّام قلائل حتى ولو یوماً واحداً بعد صوم الشهر الأوّل، فإنّ مصداق التتابع فی الشهرین یتحقّق، وهذا الرأی حاکم على ظاهر الآیة(6).

وهذا یوضّح لنا أنّ المقصود من التتابع فی الآیة أعلاه والآیة 92 من سورة النساء فی موضوع کفّارة القتل غیر المتعمّد، أنّ المقصود هو التتابع بصورة إجمالیة.

وطبیعی أنّ مثل هذا التّفسیر لا یسمع إلاّ من إمام معصوم، حیث إنّه وارث لعلوم النّبی(صلى الله علیه وآله) وهذا النوع من الصیام یکون تسهیلا للمکلّفین.

(تراجع الکتب الفقهیة فی الصوم وأبواب الظهار وکفّارة القتل، للحصول على شرح أوفی حول هذا الموضوع)(7).

وضمناً فإنّ المقصود من جملة: (فمن لم یجد) لا یعنی عدم وجود أصل المال لدیه، بل المقصود منه ألاّ یوجد لدیه فائض على احتیاجاته وضروریات حیاته کی یشتری عبداً ویحرّره.

ولأنّ الکثیر من الناس غیر قادرین على الوفاء بالکفّارة الثانیة، وهی صوم الشهرین المتتابعین، فقد ذکر لذلک بدیل آخر حیث یقول سبحانه: (فمن لم یستطع فإطعام ستّین مسکین).

والظاهر من الإطعام أن یعطی غذاء یشبع الشخص فی وجبة طعام، إلاّ أنّ الروایات الإسلامیة ذکرت أنّ المقصود بذلک هو (مدّ) لإطعام کلّ واحد (والمدّ یعادل 750غم) رغم أنّ بعض الفقهاء قد حدّدها بمدّین أی ما یعادل 500،1 غم(8).

ثمّ یشیر تعالى فی تکملة الآیة مرّة اُخرى إلى الهدف الأساس لمثل هذه الکفّارات: (ذلک لتؤمنوا بالله ورسوله).

نعم إنّ إزالة الذنوب بوسیلة الکفّارات تقوّی اُسس الإیمان، وتربط الإنسان بالتعالیم الإلهیّة قولا وعملا.

وفی نهایة الآیة یؤکّد سبحانه بصورة قاطعة على الالتزام بأوامره حیث یقول: (وتلک حدود الله وللکافرین عذاب ألیم).

ویجدر الإنتباه إلى أنّ مصطلح (الکفر) له معانی مختلفة، منها «الکفر العملی» الذی یعنی المعصیة وإقتراف الذنوب، وقد اُرید فی الآیة الکریمة هذا المعنى، وکما جاء فی الآیة 97 من سورة آل عمران بالنسبة للمتخلّفین عن أداء فریضة الحجّ، حیث یقول سبحانه: (ولله على الناس حجّ البیت من استطاع إلیه سبیلا ومن کفر فإنّ الله غنیّ عن العالمین).

«حدّ» بمعنى الشیء الذی یفصل بین شیئین، ومن هنا یقال لحدود البلدان (حدود) وبهذا اللحاظ یقال للقوانین الإلهیّة إنّها حدود، وذلک لحرمة تجاوزها، ولدینا شرح أوفی فی هذا المجال فی نهایة الآیة 187 من سورة البقرة.


1. «زور» فی الأصل بمعنى الإنحناء الموجود على الصدر وجاءت أیضاً بمعنى الانحراف، ولأنّ حدود الکذب والباطل منحرفة عن الحقّ، فیقال له «زور» کما یطلق على الصنم أیضاً بهذا اللحاظ.
2. الأحزاب، 4.
3. تفسیر کنزالعرفان، ج 2، ص 290، کما یلاحظ فی تفسیر المیزان إشارة لهذا المعنى أیضاً.
4. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.
5. یراجع تفسیر کنز العرفان، ج 2، ص 290; وتفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 247.
6. یراجع وسائل الشیعة، ج 7، ص 271، (الباب الثالث من أبواب بقیة الصوم الواجب).
7. إذا کان المقصود هو توالی الشهرین ولیس توالی جمیع أیّامها، فإنّ هذا النوع من التوالی یحصل بمجرّد البدء فی الشهر الثانی (یرجى ملاحظة ذلک).
8. المشهور بین الفقهاء ـ کما قلنا سابقاً ـ هو (مدّ واحد) ودلیله روایات کثیرة لعلّها بلغت حدّ التواتر، فقد ورد بعضها فی کفّارة القتل الخطأ، وبعض فی کفّارة القسم، وبعض فی کفّارة شهر رمضان، بضمیمة أنّ الفقهاء لم یوجدوا أی فرق بین أنواع الکفّارات، إلاّ أنّه نقل عن المرحوم الطوسی فی الخلاف والمبسوط والنهایة والتبیان أنّ مقدار الکفّارة (مدّان)، وفی هذا المجال یستدلّ الشیخ (رحمه الله) بروایة أبی بصیر التی وردت فی کفّارة الظهار حیث عیّن حدّها (مدّین)، إلاّ أنّ هذه الروایة إمّا أن تکون مخصوصة فی کفّارة الظهار، أو أنّها تحمل على الإستحباب.
سبب النّزولبحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma