أکبر تجمّع عبادی سیاسی اسبوعی:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سبب النّزول1ـ أوّل صلاة جمعة فی الإسلام

کانت الأبحاث السابقة تدور حول مسألة التوحید والنبوّة والمعاد، وکذلک ذمّ الیهود عبید الدنیا، بینما انصبّ الحدیث فی الآیات مورد البحث على الرکائز الإسلامیة المهمّة التی تؤثّر کثیراً على استقرار أساس الإیمان، وتمثّل الهدف الأساس للسورة، وهی صلاة الجمعة وبعض الأحکام المتعلّقة بها.

ففی البدایة یخاطب الله تعالى المسلمین جمیعاً بقوله: (یاأیّها الذین آمنوا إذا نودی للصلاة من یوم الجمعة فاسعوا إلى ذکر الله وذروا البیع ذلکم خیر لکم إن کنتم تعلمون).

«نودی» من مادّة (نداء) وهی هنا بمعنى الأذان إذ لا نداء للصلاة غیر الأذان.

وجاء فی الآیة 58 من سورة المائدة (وإذا نادیتم إلى الصلاة اتّخذوها هزواً ولعباً ذلک بأنّهم قوم لا یعقلون).

فعندما یرتفع الأذان لصلاة الجمعة یکون لزاماً على الناس أن یترکوا مکاسبهم ومعایشهم، ویذهبوا إلى الصلاة وهی أهمّ ذکر لله.

وعبارة (ذلکم خیر لکم...) إشارة إلى أنّ إقامة صلاة الجمعة وترک المکاسب والعمل فی هذا الوقت، خیر وأنفع للمسلمین من حطام الدنیا وملاذها الزائلة لو کانوا یعقلون، وإلاّ فإنّ الله غنی عن الجمیع.

هذه نظرة عابرة إلى فلسفة صلاة الجمعة وما فیها من فضائل سنبحثها تباعاً.

من الواضح أنّ لأمر ترک البیع والشراء مفهوماً واسعاً یشمل کلّ عمل یمکن أن یزاحم الصلاة.

أمّا لماذا سمّی یوم الجمعة بهذا الإسم؟ فهو لاجتماع الناس فی هذا الیوم للصلاة، وهذه المسألة لها تاریخ سنبحثه فی النقاط القادمة.

ومن الجدیر بالملاحظة أنّ بعض الروایات جاءت حول الصلاة الیومیة «إذا اُقیمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعلیکم السکینة»(1).

وقد عبّرت الآیة السابقة فیما یتعلّق بصلاة الجمعة بقولها (فاسعو) لتعطی أهمیّة بالغة لصلاة الجمعة.

المقصود من (ذکر الله) بالدرجة الاُولى هو الصلاة، ولکنّنا نعلم أنّ خطبتی صلاة الجمعة مشتملة هی الاُخرى ومتضمّنة (لذکرالله) وهی فی الحقیقة جزء من صلاة الجمعة، وبناءً على ذلک ینبغی الإسراع لحضور الخطبتین أیضاً.

تضیف الآیة التی تلیها قائلة: (فإذا قضیت الصلاة فانتشروا فی الأرض وابتغوا من فضل الله واذکروا الله کثیراً لعلّکم تفلحون).

ورغم أنّ عبارة (ابتغوا من فضل الله) أو ما یشابهها من تعابیر، وردت فی القرآن الکریم للحثّ على طلب الرزق والکسب والتجارة، لکن الظاهر أنّ مفهوم هذه الجملة أوسع من ذلک بکثیر، لهذا فسّرها بعضهم بعیادة المریض وزیارة المؤمن وطلب العلم والمعرفة، ولم یحصروها بهذه المعانی کذلک.

من الواضح أنّ الإنتشار فی الأرض وطلب الرزق لیس أمراً وجوبیاً، ولکن ـ کما هو معلوم اُصولیّاً «أمر بعد الحظر والنهی» ـ دلیل على الجواز والإباحة، مع أنّ البعض فهم من هذا التعبیر أنّ المقصود هو إستحباب طلب الرزق والکسب بعد صلاة الجمعة، وإشارة إلى کونه مبارکاً أکثر.

وجاء فی الحدیث أنّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) کان یمشی فی السوق بعد صلاة الجمعة.

جملة (واذکروا الله کثیر) إشارة إلى ذکر الله تعالى الذی وهب کلّ تلک البرکات والنعم للإنسان. وقال بعضهم: إنّ الذکر هنا یعنی التفکّر کما جاء فی الحدیث «تفکّر ساعة خیر من عبادة سنة»(2).

وفسّرها آخرون بمعنى التوجّه إلى الله تعالى فی الکسب والمعاملات وعدم الانحراف عن جادّة الحقّ والعدالة.

غیر أنّه من الواضح أنّ للآیة مفهوماً واسعاً یشمل کلّ تلک المعانی، کما أنّه من المسلّم أنّ روح الذکر هو التفکّر، والذکر الذی لا یکون مقروناً بالتفکّر لا یزید عن کونه لقلقة لسان، وإنّ الذکر الممزوج بالتفکّر هو سبب الفوز فی جمیع الحالات.

وممّا لا شکّ فیه أنّ استمرار الذکر والمداومة علیه یرسخ الخوف من الله ویعمّقه فی نفس الإنسان، ویجعله یستشعر ذلک فی أعماق نفسه، ویقضی نهائیاً على أسباب الغفلة والجهل اللذین یشکّلان السبب الأساس لکلّ الذنوب، ویضع الإنسان فی طریق الفلاح دائماً، وهناک تتحقّق حقیقة (لعلّکم تفلحون).

فی آخر الآیة ـ مورد البحث ـ ورد ذمّ عنیف للأشخاص الذین ترکوا رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی صلاة الجمعة وأسرعوا للشراء من القافلة القادمة، إذ یقول تعالى: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إلیها وترکوک قائم).

ولکن (قل ما عند الله خیر من اللهو ومن التجارة والله خیر الرازقین).

فمن المؤکّد، أنّ الثواب والجزاء الإلهی والبرکات التی یحظى بها الإنسان عند حضوره صلاة الجمعة والإستماع إلى المواعظ والحکم التی یلقیها رسول الله(صلى الله علیه وآله) وما ینتج عن ذلک من تربیة روحیة ومعنویة، لا یمکن مقارنتها بأی شیء آخر، فإذا کنتم تظنّون إنقطاع الرزق فإنّکم على خطأ کبیر لأنّ (الله خیر الرازقین).

التعبیر بـ «اللهو» إشارة إلى الطبل وسائر آلات اللهو التی کانت تستعمل عند دخول قافلة جدیدة إلى المدینة، فقد کانت تستعمل کإعلان وإخبار عن دخول القافلة، إضافةً إلى کونها وسیلة للترفیه والدعایة واللهو، کما نشاهد ما یشابه ذلک فی الغرب هذه الأیّام.

التعبیر بـ «انفضّوا» بمعنى الانتشار والانصراف عن صلاة الجمعة والذهاب إلى القافلة، فقد ورد فی سبب النزول أنّ المسلمین ترکوا الرّسول فی خطبة الجمعة وتجمّعوا مع باقی الناس حول قافلة (دحیّة) ـ الذی لم یکن قد أسلم بعد ـ ولم یبق فی المسجد إلاّ ثلاثة عشر شخصاً أو أقل، کما جاء فی روایة اُخرى.

والضمیر فی «إلیها» یرجع إلى التجارة التی أسرعوا إلیها، ولم یکن «اللهو» هو الهدف المقصود بل کان مجرّد مقدّمة للإعلان عن وصول القافلة إلى المدینة، وکذلک للترفیه والدعایة للبضاعة.

التعبیر بـ «قائماً» یکشف عن أنّ الرّسول کان واقفاً یلقی خطبة الجمعة، کما جاء فی حدیث عن جابر أنّه قال: (لم أر رسول الله قطّ یخطب وهو جالس، وکلّ من قال یخطب وهو جالس فکذّبوه)(3).

وجاء فی روایة اُخرى أنّه سئل عبدالله بن مسعود یوماً: هل کان الرّسول یخطب واقفاً؟ قال: ألم تسمعوا قوله تعالى: (وترکوک قائم).(4)

وجاء فی «الدرّ المنثور» أنّ معاویة کان أوّل شخص ألقى خطبة الجمعة وهو «قاعد».(5)


1. تفسیر روح المعانی، ج 28، ص 90.
2. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 289.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 286.4. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 286.
5. تفسیر الدرّ المنثور، ج 6، ص 222، ومفسّرین آخر کـ (الآلوسی فی روح المعانی والقرطبی).
سبب النّزول1ـ أوّل صلاة جمعة فی الإسلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma