إنّ أعمق رابطة تربط أبناء البشریة مع بعضهم هی الرابطة العقائدیة، حیث تبتنی علیها سائر العلاقات الاُخرى.
ولقد أکّد القرآن الکریم مراراً على هذا المعنى وهذا اللون من الإرتباطات، وشجب صور الروابط القائمة على أساس الصداقة والحمیّة الجاهلیة والمنافع الشخصیة التی تکون على حساب مرتکزات المبدأ، إذ إنّ ذلک یعنی الإهتزاز والتصدّع فی بناء الشخصیة الرسالیة...
وبالإضافة إلى ذلک فإنّ المعیار الأساس للإنسان هو الإیمان والتقوى، ولذا فإنّ إقامة العلاقات مع الأشخاص الذین یفقدون هذه المقوّمات أمر لا یقدم علیه الإنسان الملتزم ویحذّر من الوقوع فی شراکه، ولابدّ من الرجوع إلى المعیار الإیمانی فی إقامة العلاقات وفق منهج الإسلام، وجعل العلاقة مع الله والموقف من الله هو الحکم والفصل فی طبیعة هذه العلاقة.
یقول الإمام الصادق(علیه السلام): «من أحبّ لله وأبغض لله وأعطى لله جلّ وعزّ فهو ممّن کمل إیمانه»(1).
ونقرأ فی حدیث آخر عنه(علیه السلام): «من أوثق عرى الإیمان، أن تحبّ فی الله، وتبغض فی الله، وتعطی فی الله، وتمنع فی الله»(2).
ولمزید من الإطّلاع فی مجال «الحبّ فی الله والبغض فی الله» یراجع التّفسیر الأمثل نهایة الآیة 22 من سورة المجادلة.